ارتفاع التأمين أكثر من 100% بهدوء

شركات التأمين لدينا تعاني الأمرين، الأول أنها مطالبة بالربح والاستمرار، وثانيا بأن تقدم أسعارا متدنية أو مقبولة للجمهور، ولكن ماذا حدث لشركات التأمين لدينا؟ أصبحت تخسر وتخسر، حتى تضطر كل مرة تتجاوز خسائرها 50% من رأس مالها إلى طلب رفع رأس مالها للهروب من شبح 75% الذي سيلزم حينها وقفها عن التداول. ولأسباب كثيرة كما تم شرحها من قبل شركات التأمين عن قطاع التأمين أشار إلى أن الأسباب هي التالي "ضخامة التعويضات وارتفاعها – ارتفاع الفدية – التلاعبات بالتعويضات وغيرها" إذاً اصبحت شركات التأمين التعويضات فيها تفوق بكثير متحصلات التأمين، فكيف إذاً لشركات التأمين أن تستمر وفق هذا السياق؟ فهي شركات أموال تأخذ متحصلات وتؤمن أو تعيد التأمين، فأصبحت تتكبد خسائر جسيمة، في ظل نسبة حوادث ووفيات يومية أصبحنا من أعلى النسب عالميا " كل ساعة تقريبا متوفى واحد " ونسب الفوضى بالشوارع والحوادث حدث ولا حرج في بلاد نسبة الشباب تصل لنسب عالية جدا وغالبية الحوادث منهم. إذاً نحن أمام سوق "مروري وسيارات خاصة " يعمه الفوضى وكثرة الحوادث والوفيات نسب عالية رغم وجود ساهر وغيرها، ومعها ترتفع التعويضات المالية بلا حدود، بهذا لجأت شركات التأمين لرفع السعر وأجده مبررا وإلا أقفلت شركات التأمين، لكن لا يمكن لي أن اقدر كم نسب الزيادة المفترضة هذا يعود للاكتواريين ومؤسسة النقد لحد ما.

السؤال هنا، مع رفع شركات التأمين للأسعار بما لا يقل غالبا عن 100% وبعضها أكثر بكثير وفق السن ونوع السيارة، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي لم ألحظ أي هاشتاق او حملة مقاطعة أو أي شيء، كلها طبيعية، وأنا ضد على أي حال الهاشتاقات والحملات وغيرها بوسائل التواصل الاجتماعي لأسباب كثيرة، ولم اشترك يوما من ست سنوات بتويتر لا بهاشاتاق ولا أضعها، أصلا لديّ تحفظ شديد عليها لأسباب كثيرة، فشركات التأمين لم تواجه أي حملات ضدها مع أن رفع سعرها مبرر حتى لا تخسر وتقفل، وهذا ما يضعنا أمام سؤال لماذا التصنيفات والحملات التي من الأساس من "يبررها" فالشركات تعرف انها غير محتكرة وتعرف أن هناك منافسة وتعرف أنها قد تفقد عملاء نتيجة رفع السعر ووجود البدائل، فماذا تغير بين شركات تأمين رفعت 100% وأكثر وغيرها؟! وأرجو أن لا يقال إننا لا نحتاج التأمين فهل يوجد منزل لا يمتلك سيارة على الأقل ناهيك عن اثنتين وأربع ؟ ولا خيار عن شركات التأمين فهي من لا بديل لها، بعكس منتجات أخرى يوجد بديل وخيارات عديدة، نحتاج الهدوء والاتزان والموضوعية في وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن نستخدمها بصورة إيجابية ومجدية، وليست لشحن أو دفع الناس بالقوة نحو رأي وقرار قد لا يكون مبررا أو صحيحا من الأساس. لسنا ضد أحد وندعم كل الشركات الوطنية وياليت " ندعم الناجح لمزيد من النجاح وندعم الفاشل حتى ينجح " أتمنى.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض