غالية البقمية.. سعودية قاومت الغزو الأجنبي قبل 200 عام

سعودية قاومت الغزو الأجنبي قبل 200 عام

تربة / قد لا يعرف الكثير من داخل وخارج السعودية أن وادي "تربة" الواقع بين عالية نجد والطائف شهد عام 1228هـ في القرن الثامن عشر الميلادي معارك خطيرة بين جيوش محمد علي باشا وكيل الدولة العثمانية في حربها ضد الدولة السعودية الأولى من جهة، وبين أهالي هذه البلدة وما حولها بقيادة أميرة وشيخة من أكبر بيوتات قبيلة البقوم.

وقد أسفرت هذه الحرب عن هزيمة أولى حملات طوسون بن علي باشا، عند أسوار هذه البلدة، وكان للشيخة غالية البقمية أدوار سجلها التاريخ في هذه الواقعة التاريخية

ومؤخرا، التقت قناة "العربية" بأحفاد الشيخ ابن محيي والأميرة غالية في وادي "تربة" الذي يقع شرق الطائف باتجاه نجد.

وفي البداية قال الأحفاد: تميز وادي "تربة" بسهولة الاتصال مع الحجاز، وكذلك قربه من صحراء نجد، فكان ممرا للقوافل ووجهة للتجار، واشتهر أكثر بتصدي أهله لحملات محمد علي باشا في محاولته للقضاء على الدولة السعودية الأولى، وكذلك انتصار الملك عبد العزيز على قوات الشريف في معركة أخرى سنة 1337 للهجرة.

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة فاطمة الراجحي وكيلة جامعة الطائف فرع تربة: "غالية البقمية" الموقف الذي شهرها هو موقفها في المعركة التي دارت رحاها في هذا الوادي، بين أهل الوادي وبين الجيش التركي والعثماني مع الأشراف، وهذا هو الذي أعطاها الصدى التاريخي والسياسي معا.

وأضافت: زوجها كان أميرا على وادي تربة، وأثناء فترة مرضه كانت الحرب، فكانت هي تتكلم باسمه، وهو كان المرجع، الفرسان يقولوا ماذا يقول الأمير؟ ماذا يقول الأمير؟ فتنقل لهم صوت الأمير، ولحكمتها قيل إنها قد أخفت وفاته أثناء المعركة خشية أن ينتشر بين الفرسان الجزع أو الخوف من وفاة الأمير خلال المعركة.

وقالت: موقفها يذكرنا بموقف شجرة الدر التاريخي المعروف، وبعد ذلك قيل إنها أصبحت الوصية على أولادها الذين هم أولاد الأمير، كزوجة وفية وامرأة عربية أبية مسلمة قامت بالدور على أكمل وجه.

غالية البقمية بنت الشيخ عبد الرحمن بن سلطان البدري الوزاعي البقمي، تزوجها الشيخ حمد بن عبد الله بن محيي، شيخ الموركة والمحاميد من البقوم، والذي أصبح فيما بعد أميرا على تربة من قبل الدولة السعودية الأولى.

معلمة التاريخ هيا نويدس تقول: غالية شاركت في هذه الحرب من خلال تقديم السلاح وتقديم المال، حتى إنها كانت مسؤولة عن أموال زوجها, وأعطت مثالا جيدا حتى إن كثيرا من المؤرخين دائما ما يذكرون أنها شجرة الدر حينما قامت بإخفاء وفاة زوجها.

وأضافت: خبر وفاة زوجها، أخفته الأميرة غالية بالاتفاق مع هندي بن محيي، والشيخ رشيد بن جرشان حفاظا على معنويات قبيلتها.

وحيث لديها جميع مفاتيح قصور ابن محيي المملوءة بالسلاح وبالتمور بأعداد كبيرة من العبيد والخيول، تمكنت من توجيه المقاتلين وتوزيع السلاح والتمور على الرجال البقوم وتشجيعهم وتأجيج الحماسة بين المقاتلين، لتمد الجيش بالمال وتدلي بآراء كان الحاضرون يأخذون بها ويسيرون وفق التدابير التي تضعها لأمور الحرب بصفة عامة، حتى استطاعت ومن معها من القضاء على جيش قوامه 40 ألف مقاتل مكتمل العدة والعتاد.