لماذا العداء للشركات الوطنية؟!

لست بصدد الدفاع عن الشركات الوطنية أو أن أقف محاميا غير مكلف، ولكن ما يثير الاهتمام والغرابة هو لماذا النظرة "للبعض" خاصة الكُتاب أيا كان، وكأنه مغتصب الحق من هذه الشركات وهي وطنية على أي حال، لماذا النظرة السلبية والقاتمة للشركات الوطنية لدينا؟ أو حتى رجال الأعمال والتجار، حين يحصل أي خطأ من أي شركة أو خلافه، تقوم قائمة بعض "الكتاب" وكأنه كان ينتظر هذا الخطأ لكي يكون مطية للنيل من الشركة أو المؤسسة، وأعيد القول لست بصدد الدفاع عن أي شركة أيا كانت، ولكن يجب أن نكون "ككتاب" لدينا الرؤية الهادئة الموضوعية المنصفة المتزنة وأن نقف بالحياد التام، حين تخطئ الشركة -أي- شركة فهناك من يدين خطأها وتعاقب، ووزارة التجارة كل يوم نسمع عقوبة أو غرامة أو خلافه، وهذا لا خلاف عليه بل ونطالب وزارة التجارة بالمزيد من الرقابة والعقوبات لكل مستحق من هذه الشركات، فلا يوجد أي تحفظ أو نقاش في ذلك، ولكن أستغرب مرة أخرى رؤية "بعض الكتاب" بأن ينظر لذلك على أنه سلبي لأقصى درجة أو يتهم أو يحمل أكثر مما تحتمل، وهذا أعتقد يخرج من نطاق النقد "الموضوعي" فنقد "الاحترافي" يرتكز على عمل الشركة، وليس الدخول بذمم من يتولى قيادة هذه الشركات، فهناك أنظمة وقوانين لن تجاملها ولن تتوانى عن فرض العقوبات والأمثلة كثيرة.

يجب أن يكون لدينا روح النقد الموضوعي بلا تجريح أو مس لذمم قيادات هذه الشركات ووصفها بصفات لا تليق، وأن ندرك أن هذه الشركات "وطنية" وهي من نركز عليها، وهذه الشركات توظف رؤوس أموال ضخمة ببلادنا وتوظف كوادر وطنية وتدرب وتعلم وتضخ وتنتج وتخدم، هذه هي الشركات والمؤسسات الوطنية، ليس من صالح أحد خروج أي شركة أو أن تتضرر لأسباب كثيرة، على الأقل عدم تحقيق أي خسارة لها، وأيضا توظيفها للكوادر الوطنية فالنمو والتوسع يعني مزيداً من فرص العمل تتاح وتقدم، ناهيك عن ما تقدم من خدمات ومنتجات في اقتصادنا الوطني، أتمنى بأن نرتقي من أسلوب النقد والتركيز على السلبية بدون النظر للإيجابيات التي قدمتها الشركة من توظيف ومنتجات وخدمات اجتماعية، حتى وإن كانت قليلة، فهل حين تخطئ سابك "مثلاً" -وهي لم تخطئ ولكن كمثال- يمكن أن ننسى كل الخطوات الإيجابية التي قدمتها سابك؟ هل يمكن أن ننسى كم ضخت من عشرات الملايين خدمة للمجتمع؟ لا نقول لا ننتقد أو نواجه أو خلافه، ولكن أعترض على التوجه السلبي والتركيز عليه بدون النظر لما تقدم هذه الشركات من خدمة وهي وطنية أيا كانت، أو نتهم أو ندخل بذمم ووصف لا يليق بالشركات أو التجار، من كتاب قد لا يدركون ما تقوم به الشركات أو الشركة من كل الجوانب.

لننتقد ونكتب ونقول، ولكن "بموضوعية" وعقلانية تبني لا تهدم، تقوم لا تتشفى، وهذا ما أود الوصول إليه، لنقد يبني ويحفز ويشجع، فنحن أبناء وطن واحد لن نخدم أحدا بضرر شركاتنا الوطنية، والمخطئ يتحمل ما بعده.

*نقلاً عن صحيفة "الرياض"