متى تدفن الجامعة العربية؟

اللاجئون السوريون أولى بموازنة الجامعة العربية، ليس لأن وجودها مثل عدمه فقط، بل لأن هذا الوجود الميت دماغياً يعطي انطباعاً خاطئاً عن هيئة تعمل لأجل العرب، وتتفاعل مع المحن التي تصيبهم، تسد مكاناً ولا تقوم بفعل. ومع تزايد حدة الصراعات التي تمر بها الأمة العربية، وصلت حال هذه الجامعة إلى الدرك الأسفل من الشلل.

وكما فقدت الحركة افتقدت الصوت، لا يُذكر صوت صريح لأمينها العام ضد التدخلات الإيرانية في الدول العربية، ولا تُرى منه ومن نوابه حركة هنا أو هناك حتى في الجوانب الإنسانية التي يتفق عليها كل الأنظمة.

لا حس ولا خبر لهذه الجامعة، وفي قضية اللاجئين السوريين التي أثيرت أخيراً في الإعلام الغربي، وهي قضية لها أربع سنوات دموية، نزف وهروب من الدمار والتهجير الطائفي الممنهج، لم تقل الجامعة العربية كلمة واحدة.

مهما قيل عن الجامعة، هي شئنا أم أبينا ذراع ديبلوماسية وسياسية للدول العربية، وأياً كانت الاختلافات هناك نقاط تلاقٍ، أهمها القضايا الإنسانية ووحدة الأراضي للدول العربية، لكن إدارة الجامعة فضّلت الفرجة، ولا يبدو أن لديها أدنى رؤية حول أوضاع اللاجئين السوريين عناية ومتابعة، وهل هجرتهم موقتة أم سيجري توطينهم في البلاد التي وصلوا إليها؟ وهل ستضمن - وهي معنية بذلك مع الهيئات الدولية - حقوقهم في العودة إلى بلادهم متى انتهت هذه الحرب المدمرة أم ستصمت، وإيران وعملاؤها يشترون الأراضي والدور في الشام لهدف واضح؟

* نقلاً عن صحيفة "الحياة"