«كورونا» والزراعة « ما عبرونا»!

من غير المقبول ترك الجهات الصحية، من وزارة ومستشفيات تتبع أجهزة أخرى، وحدهم في مواجهة وباء «كورونا»، وخصوصاً أن الإبل متهمة، وكنت أتوقع نهضة تنفض الغبار عن وزارة الزراعة مع تعيين وزير جديد، وانتظرنا ولم نقرأ سوى أخبار استقبال سفراء دول.

موقع وزارة الزراعة في صفحته الرئيسة يحذر من فايروس كورونا بالعبارات والنصائح المعهودة، ثم يحيلك إلى موقع وزارة الصحة، مثل أية معاملة لمراجع! مع أن الوباء والفايروس اقترن بالإبل، وهي من مسؤوليات الزراعة، كما أصبح الفايروس قضية صحة عامة؛ وفيات وإصابات وهلع وغموض، مع مواسم «ازدحام» تتوالى ستزيد من احتمال فرص الإصابة.

والحقيقة أننا لا نعلم الكثير عن الجهد الحكومي الرسمي لمواجهة فايروس كورونا، أقصد به الجهد الموحد - المتناغم غير المتصارع - لأجهزة معنية، بما فيها الزراعة مع الصحة وكليات الطب والمستشفيات مختلفة المرجعية الإدارية، ويبرز دور الزراعة لافتقادنا أية معلومات عن رأيها «العلمي البيطري» في دور الإبل في انتشار الفايروس، وماذا اتخذت من إجراءات عملية - علمية؟ وما هي النتائج؟ فهل هناك عوائق بيروقراطية، أم - ربما - «حيازات» فايروسية، تدخل من باب الأسبقية والأولوية؟! الحقيقة أنني لا أدري، لذلك أطرح الأسئلة، لكن حينما أستعيد تجربة وزارة الزراعة مع قضية نفوق الإبل لا أطمئن أبداً.

 إن السؤال الذي يجب طرحه هو: كيف نساعد وزارة الصحة ضد الفايروس؟ والزراعة في مقدم الجهات الواجب عليها المساعدة والعمل معهم بمثابة فريق واحد، كما أننا نحن - الأفراد - علينا واجب المساعدة أيضاً في تخفيف الزيارات للمرضى، والتخلص من عادات قد تكون سبباً في انتقال العدوى وزيادة انتشار فايروس مازال يلفه الغموض.

*نقلاً عن صحيفة "الحياة"