أهلاً باليمنيين في المملكة

• بالرغم من التعقيدات الشديدة التي يمر بها الوضع في اليمن..وبالرغم من صعوبة التنبؤ بمستقبله في ظل تأرجح الموقف.. وبطء حركة الأمم المتحدة.. واستمرار الحوثيين وعلي صالح في توسيع دوائر الصراع بداخله وذلك بخلق حالة تصدع عالية بين القوى السياسية والنخب المختلفة..

•• بالرغم من كل هذا.. فإن ما تقوم به المملكة الآن من جهة.. ودول التحالف من جهة ثانية من تحركات للإعداد لما بعد انتهاء هذا الوضع تأميناً لمستقبل أفضل للشعب اليمني.. إنما يؤكد إصرار وتصميم هذه البلاد وحلفائها على ضرورة إعادة بناء اليمن القوي والمتماسك في اللحظة والتو الذي تتمكن فيه الإرادة الدولية من فرض رؤيتها وتطبيق قراراتها الملزمة بالمحافظة على اليمن موحداً.. ومتصالحاً مع نفسه.. وقادراً على التكامل مع محيطه الخليجي والعربي.

•• ويعتبر اللقاء الذي تم في الرياض الأسبوع الماضي لعلماء اليمن بدعوة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أحد ملامح هذا العمل الجاد والهادف إلى جمع القوى الفاعلة باليمن حول كلمة سواء لإخراج بلادهم (أولاً) من الوضع المؤلم الذي يعيشون فيه الآن.. ثم لضمان تراصِّ الصفوف وتكتيل الجهود اليمنية الوطنية المحضة من أجل العمل المشترك في الاتجاه الذي يحافظ على لحمتهم وتعود بلادهم إلى بر الامان في النهاية.

•• وبكل تأكيد.. فإن اليمن العربي المسلم.. قادر على أن يحافظ على هويته ووحدة نخبه.. باصطفاف الجميع حول العمل المشترك للنهوض ببلادهم من جديد والحيلولة دون استمرار حالة الانقسام والتشتت التي خلقها الحوثيون وصالح في أوساطهم وأحدثوا بذلك في صفوفهم انقساماً غير مسبوق.. أتمنى ألا يكون – في المستقبل – عائقاً دون تحقيق الوحدة الوطنية المرجوة.. أو ان يحولوا اليمن بسبب سياساتهم تلك إلى قوى متحاربة.. تخطط كل قوة للإجهاز على القوة الأخرى.. وبالتالي يضيع اليمن.. ويتمزق الشعب لا سمح الله..

•• لكننا ورغم كل هذه المحاذير.. إلا أننا ما نزال نثق بأن نخب اليمن الواعية قادرة على مواجهة هذه المؤامرة.. والانتصار لوحدتها وسلامة وطنها والمضي في عملية جمع القوى اليمنية الوطنية على أرض المملكة المباركة في لقاءات منتظمة للحفاظ على اليمن موحداً..

•• وأنا شخصياً أتوقع لقاءات قادمة للمثقفين والإعلاميين اليمنيين تنظمه وزارة الثقافة والإعلام.. ولقاء آخر للأكاديميين وأساتذة الجامعات تدعو إليه وزارة التعليم.. ولقاءً ثالثاً للأجنحة السياسية والقوى والأحزاب المختلفة ترتب له وزارة الخارجية.. ولقاء آخر لرجال المال والأعمال والمستثمرين تنظمه وزارة التجارة والصناعة.. وهكذا دواليك..

•• والهدف من هذه اللقاءات هو بحث أوجه تضامن هذه القوى بالتعاون مع نظرائهم في المملكة لإعادة بناء اليمن وبلورة خطة طريق واضحة.. لتحصين اليمن ضد كل شكل من أشكال تذويب الشخصية اليمنية وتهيئته لمرحلة الاندماج مع محيطه بالكامل.. وبما يحقق للشعب اليمني كل ما يتطلع إليه من أمن ورخاء وتنمية وتطور.

•• يحدث هذا كجزء من السياسات التي أقرتها المملكة في إطار "إعادة الامل" بخطوات دقيقة ومحسوبة من شأنها أن تعين اليمن الشقيق للوقوف على قدميه من جديد رغم ما لحق به من أهوال على يد الحوثيين وصالح.. اللذين لن يغفر لهما التاريخ ولا شعب اليمن ما فعلاه فيهما.

ضمير مستتر:

•• لا خيار امام اليمنيين سوى التوحد والتكتل بوجه الأعداء الحقيقيين لهم من داخل بلادهم وخارجها..

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"