العمل الحر طوق نجاة.. أين الشباب؟!

 العمل الحر ليس ثقافة دارجة لدينا بالمملكة ولا بدول الخليج، وقبل أن تقول من يقول ذلك أو تشكك، سأضع لكم دراسة وتقرير نشرة "شركة آسيا للاستثمار" ويقول رئيس قطاع البحوث في الشركة فرانسيسكو كينتانا في التقرير إلى أن "معظم دول مجلس التعاون الخليجي يقدم ميزات متشابهة، ويتراوح معدل الأعمال التجارية الحرة بين 3 و4% من إجمالي السكان العاملين في الكويت وعمان والبحرين والإمارات، بينما يشكل كل من قطر والسعودية حالة خاصة، حيث يعمل 0,5% فقط في قطر بمشاريعهم الخاصة، و8% في السعودية، علما أن احدث تقرير جرى قبل 23 سنة "طبعا هناك معيار وهو "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية". والعمل الحر هو أساس مهم للتنمية الاقتصادية لأي اقتصاد قومي وأساس يبنى عليه التنمية وحلول كبيرة للبطالة والنمو ورفع مستوى الدخل وهذا مهم، وحين نريد معرفة موقعنا كدول خليجية مع العالم بالنسبة للعمل والحر والمنشآت الصغيرة، نجد أن اليابان تصل لنسب تقارب 70% أو أوربا نسب تفوق 50% وأمريكا نسب تفوق 34% بمعنى أن ال 53 مليون مستقل ساهموا بما يقدر ب 715 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي.

أعود لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو عن السبب العزوف من الأعمال الحره، وذكر التقرير سببين لعل أهمها صعوبة البدايات والأمان المالي، وهذا صحيح، والأهم هنا أن تبدأ الجهات الحكومية سواء وزارة المعنية "كوزارة العمل أو التجارة أو هيئة الاستثمار" أو الصناديق العديدة التمويلية المتعددة، أن تشكل دائرة خاصة تهتم فقط بتشريعات وتمويل العمل الحر أو المنشآت الصغيرة، وحين توحد كل الجهود بدائرة واحدة تربط كل هذه الجهات الحكومية والصناديق التمويلية أو شبة الحكومية، وتركز على النهوض بالشباب والشابات السعوديين، من خلال تذليل المصاعب والتمويل والعناية بهم من خلال مساعدتهم بدراسة جدوى أو تعريفهم بالفرص بالسوق، وهذا سيكون حلاً مهماً حين يكون الحلول بمكان واحد ودائرة واحدة، مع أهمية تقديم التوعية والمحاضرات والدروس أن العمل الخاص هو مهم وطوق نجاة لحلول اقتصادية مهمة.

العمل الحر يجب أن يدرك الشباب من الجنسين، أنه مصدر عمل مهم وفرص واعدة الآن وأرضية خصبة في ظل ضعف القطاع الأن، ولكنها تحتاج صبر وجهد وعمل ومثابرة وأخلاص وعدم الركون للتعثر أول مرة ولن يكون شيء سهلا بالبداية أبدا، وأنها مصدر دخل أفضل من الوظيفة ايا كانت، وأن يجب القناعة أن الفرصة لن تأتي إلى مكانك وبابك أبدا، بل أعمل وأبحث واجتهد فكل البدايات صعبة لا توجد بداية سهل وبلادنا والحمدلله الفرص هائلة وأقولها من خبرة وتجربة، وعلى الجهات الحكومية تذليل المصاعب بتشريعات وقوانين ومحاربة التستر أو المضايقة للشباب، وأن القطاع الخاص والعمل الحر هو الحل "الجوهري والذهبي" للبطالة وتنمية الدخل والحفاظ على ثروات الوطن بتدويرها داخليا، فمكاسب العمل الحر من أبناء الوطن لا حدود لها، المهم تبدأ.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"