شجعوا الصناعة الوطنية بلا سلبية

 لعدة مرات أضع روابط من خلال صفحتي بتويتر لشركة "المراعي" مثلاً، وهي الوحيدة التي لديها برنامج وثائقي لشركة وطنية سعودية حسب علمي وبحثي، ولمن يجد غيرها أتمنى يزودني به لكي ننشره أيضاً، وحين أضع مثلا "وثائقي المراعي" المنشور من خلال اليوتيوب يخرج "البعض" وينتقد الشركة أو الشركات الزراعية أنها تستنزف المياه أو أن السعر مبالغ به، وهذا بالطبع غير صحيح، فهل فكر من ينتقد بالأمن الغذائي؟ وهل فكر من ينتقد حجم التغيير الذي تم بهذه الشركات الزراعية ولا أخصص المراعي فقط بل الجميع، أنها بدأت في استيراد الأعلاف؟ وأن التكاليف تزيد على الشركات سواء التكاليف الثابتة كالإيجارات أو الرواتب وما في حكمها؟ وظلت الأسعار كما هي، أما الإشارة إلى أن الدعم الحكومي للشركات الزراعية لا يقدم إلا القليل جداً ولا يسهم بالأرباح، فالقمح توقفت زراعته، وجميع المدخلات غالبها مستورد بدون دعم، فالدعم لا يشكل شيئاً، وإلا لوجدنا عشرات الشركات تصنع الألبان وغيرها، يجب أن نشعر "بالفخر" بوجود شركات زراعية منتجة وتسهم بالأمن الغذائي سواء المراعي أو الصافي أو نادك أو ندى أو اياً كانت الشركات، لماذا هذه الصورة والذهنية السلبية مع أنها تقدم "أرخص" الأسعار وهي التي لم تتغير أسعارها منذ ما يزيد عن عشر سنوات، رغم أننا نشتري الهاتف النقال والوجبات السريعة بكل أريحية وقبول وبدون تذمر وهي تكلفة لا تقارب بلتر حليب أو نحو ذلك.

لا أفهم سر البعض وحالة التأزم لديه من نجاح الشركات الوطنية، وتحقق أرباح وأتمنى تحقق مزيد من الربح بعدالة الأرباح وجودة المنتجات، فلا يمكن أن يتحقق منتجات عالية الكفاءة وبأسعار متدنية، فهل المطلوب أن تخسر الشركات لكي نسعد بذلك أو يرتاح المنتقدون؟! يجب أن ننزع وتلغى هذه السلبية والمثالية التي يسوقها البعض بدون مبرر، نعم قد نتفق في مسألة الخوف على المخزون المائي، فهل وزارة الزراعة ووزارة المياة غائبة عن الصورة والوضوع والشركات تملك سلطة لا تملكها وزارات؟ بالطبع لا، ولكن الرؤية هي أمن غذائي واستمرار لشركات وطنية "نفخر" بها بكل موضوعية ومصداقية وواقعية، يجب أن نشجع الشركات الزراعية والصناعية والتاجر وكل من يسهم بالإنتاج الوطني ويصنع ويضيف ويقدم خدمة، نعم هي ليست مجانية، وهل الفرضية أن يقدم ليخسر أو لا يستمر؟ فلا تجارة ولا عمل بدون ربحية وإلا لماذا تستمر الشركات، بل العمل على خلق التنافسية والتنافس وهذا متاح وموجود الآن باقتصادنا فلا يوجد محتكر لا بأسمنت ولا ألبان ولا سيارات ولا شيء من ذلك، والحاجة هي للرقابة على الخدمات والكفاءة والجودة بها والتسعير المنطقي المقبول المحفز الذي يديم بقاء الشركات واستمرارها، فلا ننسى أنها توظف أبناء هذا الوطن وهي شركات وطنية كبرى نفخر بها من جديد وأكرر ذلك.

لنتوقف عن سلبية الرؤية والبحث عن مبرر سلبي لربحيتها، وتكرار مبررات انتهى زمنها ولا قيمة لها، أدعم وطنك ومنتجات مصانعها وشركاتها، وإن لم يكن فالصمت خير ويعتبر أيضا دعماً مهماً.

نقلاً عن صحيفة "الرياض"