ملابس فاضحة ودعاة

ليست مشاهد التدخين وتعاطي الحشيش وحدها، هي ما يسيء للقنوات التابعة لمستثمرين سعوديين، بل المشاهد التي يجب على الأطفال والفتيان والفتيات عدم مشاهدتها، خاصة مشاهد الملابس الفاضحة أو تناول المشروبات الروحية.

لقد بذل كتاب الأعمدة في الصحف جهداً كبيراً لإيضاح خطورة أن تخلو هذه القنوات من الإشراف التربوي، وألا تلتفت سوى للاستثمار التجاري، الذي في سبيله تتساوى مشاهد العري مع مشاهد المساجد.

ولقد باءت وستبوء كل المحاولات الناصحة بالفشل، وستستمر كل هذه القنوات بالاعتماد على نفس الأسلوب الغربي في جذب المشاهدين، دون أي اعتبار للأطفال أو الفتيان، فمسؤولية مراقبتهم مناطة بالأهل، وليس بالقنوات.

من ضمن المحاولات التي حاول الطيف الاجتماعي أن يؤثر بها على القناة، أن يقاطع منتجات الشركات التي ترعى مسلسلات تتضمن مشاهد يومية خادشة للحياء وللقيم، لكن أياً من هذا أدى إلى نتيجة، وذلك لأن المقاطعين يشاهدون دعاةً، من ذوي الزري الشبر، يتسابقون للمشاركة في برامج تلك القنوات.

ولقد كنت شاهداً على حوار بين مسؤول شركة معلنة وبين مدير قناة، في شهر رمضان الماضي، يحاول الأول من خلاله أن يضغط على الثاني لكي يراعي مشاعر المسلمين في هذه المناسبة المقدسة، وألا يُظهر هذا الكم من النساء المرتديات ملابس فاضحة وهذا الكم من الشرب وتدخين الحشيش، ولكن الجواب كان: القناة مسلمة، وتعرف حدودها، وبرامجها الرمضانية التي يعدّها ويقدمها دعاةٌ مشهورون دليل على ذلك.

* نقلاً عن صحيفة "الجزيرة"