التسامح ونبذ الكراهية

 استهداف المملكة لا أحد يمكن له أن ينكر أو يشكك بذلك، وهذا يبدأ من إيران أولاً، وهي تمارس ذلك من عقود من الزمن ضد بلادنا وأحداث الحرم المكي تشهد بذلك، وتعددت أوجه الاستهداف ضد بلادنا، سواء بممارسة مباشرة من خلال أحداث الحرم المكي سابقا، أو تمويل تمارسه مع من تستغل فكرهم وتشددهم سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون، فلا تناقض بيد دولة إيران ذات المذهب المختلف عن المتشددين الذين هم بأقصى التشدد ضد المذهب لدولة إيران، لأنهم يلتقون في هدف واحد وهو زعزعة أمن واستقرار هذا البلاد حفظها الله. يجب أن نعلم ولله الحمد أن الدولة تدرك كل ذلك وتعلمه علم القين، والدليل أن كل جهود الزعزعة الداخلية أو الخارجية فشلت فشلا ذريعا ولا تزال من خلال فهم فكر هذه الدولة والجماعات التي تستغلها وتنساق خلفها تحت أي مذهب كان. وتعمل على محاربته بكل الوسائل المتاحة لدينا وهذا ما يعزز الثقة بدور الدولة بحفظ الأمن والسلام المجتمعي لدينا وللدولة والحمد لله.

ما يلفت الانتباه هنا، أن من يبث الكراهية والحقد والحقن وشحن الشباب ويستهدفهم بكل ما تتاح من وسيلة، لا يرسل أبناءه لمناطق الصراع، ولا يهمه أمن وطن أو مجتمع بحفظ النفس والمال والكيان للدولة، يجب أن يقطع الطريق عليهم جذريا من خلال "رعاية" الشباب والعمل على فك حصار التشدد عليهم وبث الكراهية والعنف والتصنيف والحزبية وكل ما يشق الصف، وغرس الوطنية والمحبة والتسامح وتقبل الآخر، لا يجب منح أي فرص لأصحاب الفكر المتشدد الفاسد الذي استغل الشباب بضعف وعيهم أو غياب أسرهم أو فراغهم أو مشاكلهم أياً كانت، يجب تحرير الشباب من هؤلاء الذين يجندون هؤلاء "الحطب" من الشباب الذين يذهبون بمحرقة أهدافهم التي هي في النهاية تبحث عن خلق الفتنة ونزع الأمن، وهؤلاء لا تهمهم أين تذهب المجتمعات وماذا يحدث بها فهم "دمويون" لأهدافهم. يجب أن يواجه كل ذلك ببث التسامح وتحرير الشباب منهم بمزيد من البرامج والأشغال لهم وهذه كثيرة جدا، الاهتمام بالمدرسة ولا أجد مشكلة بالمناهج بقدر ماذا يقال له من البعض وهم قلة ولله الحمد ولكن نحتاج دورا كبيرا وإيجابيا من المدرسة وخاصة المعلم والمعلمة، أيضا في الشارع ماذا يواجه فنجد، في خطب المساجد التي يجب أن تغرس وتعزز حب هذا الوطن ونبذ الكراهية والتصنيفات والتوجيه الحسن لهم، وكل وسائل الإعلام أيضا. نحتاج الكثير من المعالجة لما يواجهه الشباب وما يتلقاه، ويجب أن لا يترك بدون تحليل وقراءة كل ما يبث في مجتمعنا ماذا يتلقى وممن.

والأهم هنا، هو سن قوانين لمواجهة التحريض والكراهية والتصنيفات وكل ما يشق الصف أو يغرس الأحقاد والكراهية والشحن لدى الشباب ونحن لاحظنا ممارسات تحرض الشباب أو تدفعهم وهم بسن لا يمكن أن يميز كثيرا الأبعاد السيئة والخطيرة التي هم يتجهون لها واستغلها هؤلاء. نحتاج قوة وحزماً وهي ولله الحمد موجودة، نحتاج نزع جذور وبذور من يغرس الكراهية والتحريض والتصنيف، والاهتمام بالشباب بألا يتركوا بدون رقابة ومتابعة ماذا يتلقى في محيطه.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"