الابتعاث.. الكيف وليس الكم

منذ بدأ الابتعاث بالمملكة وهو يحمل من طياته أهدافاً سامية ومهمة منذ أن بدأ بعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، والآن بعد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يدعم العلم والابتعاث وآخرها ضم مبتعثي أميركا، لم يكن هدف الابتعاث إلا خدمة لهذا الوطن وتحقيق النمو والتنمية ورفع المستوى التعليمي من خلال جامعات عالمية عريقة، يعود بعدها أبناء هذا الوطن لخدمة وطنهم بكل المجالات التي ابتعثوا لها. ومن خلال متابعتي وجدت أن الكثير يبتعث «نفسه» أملا في أن يلحق لاحقا بالبعثة الحكومية لمن فاته الابتعاث، وهذا حق مشروع للجميع «التعليم والطموحات» ولا أحد يقف أمامها، والدولة لم تقصر وهذه حقيقة يجب أن نسجلها ونقرها من خلال ضم آلاف المبتعثين على حسابهم وآخرها ما أمر به خادم الحرمين الشريفين قبل أيام بضم المبتعثين بأميركا والذي يقارب عددهم 12 ألفا كما نشر، وهذا أيضا يضاف لما سبق بضم مبتعثين على حسابهم لحساب الدولة، ونحن بحاجة لكل مواطن مبتعث في النهاية لكي يكون منتجا بوطنه لا شك، وهذا ما نسعد به ونرحب به.

ولكن، أعتقد على وزارة التعليم ممثلة بمعالي الوزير الدكتور عزام الدخيل، النظر بمسألة الابتعاث على حسابهم أو للدولة، بأن يكون التركيز على «الكيف» والكفاءة والتخصصات المميزة والنادرة أو التي نحن بأمس الحاجة لها، فلا نريد ابتعاث لمجرد الابتعاث، وأدرك أن الوزارة تعمل على ذلك بكل جدية وعملية بتحديد التخصصات المطلوبة والتي نحن بحاجة لها، كالطب والهندسة بمختلف التخصصات وغيرها من العلوم التي نعاني من نقص حاد بها، دور وزارة التعليم أن تركز على المبتعثين من الصفوة العلمية والنخبة منهم المتميزين علميا، حتى يأتي لنا المبتعث ومكانه ينتظره ولا نسمع بعض ما يردد من بطالة مبتعثين أن صدق ما يردد من بطالة مبتعثين فليس لدي إحصاء رسمي، نريد مبتعثين يأتون وهم على أعلى مستوى من الكفاءة والجودة والتحصيل العلمي، ولا يكون عبئا أبدا، فحين يكون عبئا بتخصص غير مجدٍ «إن حصل ذلك» فهو خسر المال وخسر العمل المفترض أن يقوم به.

أثق ان وزارة التعليم، تعمل على وضع ضوابط الابتعاث لكي يكون رافدا مهما في قوتنا الاقتصادية وتنميتها من خلال صناعة وتنمية الإنسان علميا، وهذا ما نطالب به، وأثق ان وزارة التعليم تهتم بأن لا يكون المبتعث لمجرد الابتعاث، وتصبح أكثر كفاءة وجودة وعملا لكي يعود على الوطن، اتفق مع الرأي بان لا يضم للبعثة أو يبتعث إلا المميزون علميا فهم نواة المستقبل الذي نحتاجه بكثير من التخصصات، والابتعاث ليس ترفا ولا سفرا فهناك متطلبات وعمل وجهد وإنفاق من الدولة تتحمله وبمبالغ باهظة، وهنا مسؤولية كبيرة على أبناء هذا الوطن باستثمار كل ذلك لأنفسهم ووطنهم في النهاية، وهذا ما ننتظرة منهم، من علم وعمل يخدم هذه البلاد التي لم تبخل عليهم في تعليمهم ولسنوات.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"