مصاعب إغلاق المحلات ليلاً

 حاول رجال مناهل الوطن فتح تجارة قطاعي لبيع المواد لغذائية (بقال)، لكنهم لم يستمروا كثيراً، أو هم ترددوا في الاستمرار مادام يرى دكانا لا يبتعد عنه أمتارا يديره وافد - أو لنقل يملكه - ولا يستطيع السعودي البقاء في دكانه حتى ساعات الفجر الأولى مثلما كان يعمل الوافد.

تداولت الصحافة أخيراً موضوع تحديد ساعات العمل في المتاجر والحوانيت كبيرة كانت أو صغيرة. وسمعتُ أن مجلس الشورى وافق، أو حصل على تأييد أو مساندة الأكثرية لمشروع لائحة تجعل ساعات العمل تنتهي في وقت مبكّر من الليل.

ولو طُبق المشروع فحتماً سيجد معارضة ومقاومة، لأن حالة التسوق مشتركة بين أصحاب المتاجر ورغبة الناس في الذهاب إلى الأسواق بُعيد صلاة العشاء لتجنب الوقف التام والطويل لصلاة العشاء. وهذه حالة توجد عندنا ولا توجد عند غيرنا.

ولو دخل الأمر مرحلة التطبيق فسيجد من أوكل إليه تنفيذه - قصدي تنفيذ إغلاق المحلات قبيل صلاة العشاء - مصاعب أمام رغبة التجار في البيع، لكونهم يعتبرون تلك الفترة - فترة ما بعد العشاء - ذروة أو أوج البيع والتكسّب. وسيقولون إن البيع يتضاءل، فيباطؤون في تسديد قيمة المخزون لديهم من البضائع، وقد يتباطؤون في دفع الإيجار، وهذا سيوجد معضلة أو لغزاً تصعب معالجته ما لم يتجاوب جمهور المتسوّقين.

وأرى أن يترك الأمر للمجالس الإقليمية - متى جرى تعيين الجدد -، لأن كل منطقة تختلف ظروفها وسعتها وقدرتها التجارية عن غيرها. فالعواصم أو المدن الرئيسية تختلف عن غيرها في المحافظات، والأخيرة غيرها في المراكز والقرى، وأرى من الصعب تطبيق قرار صادر عن مجلس الشورى ومن ثم الحكومة على مراكز صغيرة لا توجد فيها صعوبة سير ومواقف وازدحام.

نقلاً عن صحيفة "الرياض"