النصر.. صدارة على كل المستويات

مع انتهاء كل جولة في (دوري عبداللطيف جميل) تتركز الأنظار على جدول الترتيب والمباريات المتبقية لفريقي الصدارة النصر والأهلي، يواصل المتنافسان الانتصارات بطريقة مثيرة، حين كان الفارق بين النصر وأقرب مطارديه ثماني نقاط تسبب ذلك في ارتخاء النصراويين، الذين تصدروا البطولة منذ الجولة السابعة، وحين أعلن الهلال ابتعاده عن المنافسة مع خسارته من العروبة في الجوف بعد أيام من خروجه المرير من نهائي دوري أبطال آسيا التي حلّ وصيفا لبطلها، كان ابتعاد الهلاليين مقللا من مستوى المنافسة، وكابحا لجماح الحماسة التي غلفت مباريات الدوري الموسم الماضي، على الأقل على صعيد الجماهير، خصوصا تلك التي يكون طرفاها النصر والهلال، وساهم الغياب الهلالي عن صراع القمة أول الأمر في ضمان النصراويين الحفاظ باكرا على اللقب، لكن هبوطا مفاجئا عاما في المستوى اعترض (الأصفر)، قلّت معه الرغبة في الفوز مع غياب أبرز النجوم (البولندي أدريان والهداف المميز السهلاوي والحارس العنزي والشهري...) عن مستوياتهم المعروفة، وحين أدرك النصراويون خطورة الموقف مع تقليص الوصيف للفارق النقطي، تمكن الجهازان الفني والإداري من إعادة الثقة للنجوم بعيدا عن محاولات الإحباط التي تنتظر أي سقوط نصراوي للنيل من نجومه ومدربه وكل منسوبيه، فعاد مجددا لقوته المعهودة متجاوزا الاتحاد والتعاون المحطتين المهمتين في طريق تحقيق هدفه الكبير.

الحديث عن سهولة وصعوبة المباريات المتبقية للمتصدر ووصيفه والاعتماد على ذلك في تحديد هوية البطل ومنح الأهلي أفضلية على اعتبار أن النصر تبقى له مواجهات تنافسية خلاف الأهلي الموعود بلقاء تقليدي وحيد أمام الاتحاد لا أظنه منطقيا، فالعودة النصراوية من أمام الاتحاد بثلاثية بعد التأخر بهدف، وكذلك أمام التعاون بهدفين بعد التأخر بهدف في ظل الظروف الصعبة جدا التي واجهت النصر بغياب جملة من نجومه الأساسيين تؤكد أن الرغبة النصراوية صارت هي الأكبر في الفوز اليوم، وأن نجوم النصر لا ينظرون لمباريات الفريق المنافس بقدر اهتمامهم بتحقيق الانتصارات متجاوزين كل الظروف، ومن هنا سيكون على الأهلي ضغوطات أكبر في القادم من المواجهات، المشكلة التي تواجه الأهلاويين أن منافسهم رغم الصعوبات يؤكد يوما بعد آخر أنه الأفضل، والأجدر.

كرة القدم في النصر تعيش مرحلة مميزة على كل المستويات، في الناشئين يتصدرون الدوري الممتاز بفارق خمس نقاط عن الأهلي قبل أربع جولات، وبات إعلان تتويجهم بطلا مسألة وقت، جهود مدير الفئات السنية بدر الحقباني واضحة جدا، هو واحد من أهم مكتسبات النصر في السنوات الأخيرة.

الناشئون يجدون دعما مميزا من عضو الشرف فهد العجلان، ويبذل المدرب الروماني فلورين (صانع جيل الاتحاد الجديد) بقيادة فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي وعبدالفتاح عسيري، والإداري علي الحسينان جهودا كبيرة أبرزت مواهب عدة، وفي درجة الشباب بقيادة المدرب الوطني سعد الشهري أثبت النصر جدارته بالصدارة بفارق ثلاث نقاط عن الرائد، بعد أن هزم الهلال على ملعبه بهدفين لهدف ليخرجه من المنافسة، يجد الفريق دعما هائلا من عضو شرفه عبدالله العمراني إن على مستوى تعزيز الصفوف بمواهب جديدة من مختلف مناطق المملكة، أو توفير احتياجات الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين، أو حتى في اختيار مدير تربوي متخصص (هاني الداوود) الذي يتولى الجوانب الإدارية في الشباب بكفاءة عالية.

كرة القدم في النصر تتكلم بلغة الصدارة على كل المستويات، إنها مرحلة مميزة تعني الاستمرار في الواجهة وصلب المنافسة طويلا. 

نقلاً عن صحيفة " الرياض"