رواد التواصل الاجتماعي

بدعوة كريمة من المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء بالإمارات المتحدة، وحاكم دبي، تلقيت الدعوة الخاصة " قمة وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب خلال الفترة 17 الي 18 مارس 2015 . وهو الحدث الأول على مستوى الوطن العربي للمؤثرين على قنوات التواصل الاجتماعي، وسرني أن أكون أحد الفائزين بهذه الجائزة عن فئة " الاقتصاد – للأفراد " الأكثر تأثيرا في قنوات التواصل الاجتماعي، وتسلمت الجائرة من حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم بدبي. كانت مفاجأة لي شخصيا، حتى أنني لم أعلم بالجائرة إلا بيوم إبلاغي بها، وكان لها بالغ الأثر لي شخصيا، من خلال الجهد الذي يبذل بهذه القنوات للتواصل الاجتماعي الذي تعتبر خيرا للبشرية متى احسنا استخدامها، بعكس من يردد عن سوء التكنولوجيا أو وسائل التواصل، فالعيب ليس بها، بل بالمستخدم ماذا تستخدم وسأقول من أنت، فتقدير حكومة دبي لهذه الشبكات التواصلية الآن والرؤية المستقبلية لها حتى اصبحت جزءا أساسيا من الميديا الإعلامية الأسرع والأكثر جودة وخلقت أجواء تنافسية كبيرة في كل الوسائل، وأطلقت العنان للجميع أن يضع قناته الخاصة ليس بتويتر فقط بل باليوتيوب، سناب شات، إنستغرام وفيس بوك وغيرها، أصبح كل شيء تحت اصابعك ثم ماذا؟

الأهم هنا، الاستخدام، فمنهم من وضعها للمعرفة والثقافة والتزود بها، ومنهم من وضعها مصدر دخل مالي، ومئات الأغراض والاتجاهات للاستخدام لها، وهذا ما يجعلنا نكون حذرين بالاستخدام، فحسن الاستخدام سيخدم الإنسان ويزيد من قيمة المحتوى لديه، وقد تصبح صاحب رأي وقيادة وتوجه، ويجب أن تصب في النهاية للخير وتنشر المعرفة والمحبة والثقافة والوعي، ويجب النظر لصالح أوطاننا بنقد موضوعي أو رأي متزن، فهي كالسكين الحادة قد تقطع بها تفاحة وقد تسيل الدماء حين يستخدم هذه الوسائل المنظمات الإرهابية ومن في حكمها، يجب أن نحسن ونلتمس المسؤولية في هذه القنوات التواصلية للحفاظ على أمن ووحدة وتماسك الوطن، ونشر المحبة والتسامح والرضا، وأن نعلم ان المتلقي مختلف أنواع الناس من أدني مستوى تعليم إلى برفسور وكل الأطياف، وهذا ما يجب أن نتلمسه ونحذر مما نكتب وأن يكون العطاء إيجابيا ويخدم البلاد والعباد كل بمجاله، وأن يكون منبر خير ومعرفة وثقافة وتوعية، وأن نكون مصدر بناء وحفاظ على هذه البلاد وعدم الاستغلال من أي اطراف أخرى.

اسعدتني هذه الجائرة، وهي نتاج عمل وجهد لحسابي الشخصي بتويتر منذ اكتوبر 2010، سعيت بكل ما استطيع من اجتهاد ومثابرة، أن ننشر النقد الموضوعي الهادئ جدا والعقلاني، لما يخدم البلاد ووحدتها وصفها، لنشر المعرفة والعلم بعيدا عن الحديث العام والشائعات، الاعتماد على الموثوقية بكل ما ينشر وأن يكون له مرجعية مؤسسية، والشكر لله سبحانه أولاً، والدعاء لوالدي ووالدتي وأسرتي الصغيرة على دعمهم، وللقراء والمتابعين وغير المتابعين بتويتر وهنا بجريدة الرياض وكل المحبين والأصدقاء، وأشكر جريدة الرياض أيضا فلها فضل كبير تقدمه لي من هذا المنبر وهم شركاء لي لسنوات، شكراً للجميع والحمد لله رب العالمين.

نقلاً عن صحيفة " الرياض"