حلول المشاريع المتعثرة

المعاناة من المشاريع المتعثرة سواء المتوقفة او المتأخرة لا أجد لها سبباً حقيقياً للتعثر إلا بسبب «تنظيمي ورقابي»، فحين يتم ترسية أي مشروع من الدولة على مقاول «أي مقاول» يجب أن يكون هناك فحص « كفاءة وقدرة» للمقاول من حيث الإمكانيات الفنية والآلية والمالية، حتى لا يكون المقاول لديه مشاريع عديدة ويدخل كل منافسة وقدرات هذا المقاول لا تسمح بالوفاء بها، هذا من جانب المقاول فلا يدخل إلا من يملك كل القدرات والإمكانيات تماماً، من جانب الوزارة سواء المعنية أو المالية، يجب أن يفتح حساب لكل مشروع، بحيث يخصص له المبالغ للمشروع وفق ما ينجز بمرونة وسهولة عالية للمقاول وتراقب حركة الأموال للمشروع أنها لا تذهب لغيره، وهذا يضمن انسايبية العمل فلا تتوقف، وتكون الرقابة حاضرة ومستمرة فلا يتعثر شيء ولا يتحجج المقاول، أيضا وزارة العمل مع المقاول يجب أن يكون هناك تفاهم وتعاون مع المقاول بحيث تتوفر لديه العمالة الخاصة بالمشروع أو المقاول، فلا يكون هناك خلل بأي جزء من أجزاء المشروع، يجب على وزارة المالية مع أي جهه حكومية يكون لديها جهاز «إداري ورقابي» للمشاريع بمتابعة فنية وهندسية ومالية ورقابية، لتضمن استمرار المشاريع وانسيابية العمل بها فلا تتوقف أو تتعثر.

الأهم هنا برأيي «الفعالية» والتعاون المشترك بين المقاول ووزارة المالية والجهات الحكومية صاحبة المشروع، وأن لا يكون هناك نظر للسعر الأقل الذي يقدمة المقاول يجب أن تنتهي هذه الرؤية أن المقاول الأقل سعرا يرسى عليه المشروع، فقد يكون غير حقيقي تقييم المقاول فيتعثر، أو يأخذ أموالا دفعة أولى لتذهب لمشروع آخر وهكذا، يجب أن يكون لدى الوزارة تقدير حقيقي لتكلفة أي مشروع مثلا مستشفى 500 سرير ووفق مواصفات معينة وغيرها فتقدر الوزارة أن التكلفة تقارب 800 مليون مثلا، فلا يمكن قبول مقاول عرض بناءه بسعر 300 أو 400 مليون فلن يتم أو ينجز المشروع، أو يقبل سعر أعلى من مليار ريال، يجب أن يكون هناك سعر استرشادي من الجهات الحكومية ومن متخصصين فاعلين وعمليين لكي يمكن تقييم المشاريع، فلا تترك لمجرد العروض المقدمة، ويجب وضع شروط على المقاولين من حيث الإنجاز أو التأخر أو غيره.

لا يمنع أن يصنف المقاول غير الملتزم في حال كان هو السبب بوضوح انه يصنف بقائمة سوداء انه غير ملتزم بالمشاريع وإنجازها، فالمحاسبة العادلة بعد أن يحظى المقاول بكل التسهيلات يجب أن تكون فعالة وموجودة، هذا ما ينتظر بالعمل به بالمشاريع، لأنني أعتقد أن إنجاز المشاريع متى تم بوقتها وبكفاءة، فحلول أزمات كثيرة سيكون قد حصل وتم، ولكن تأخر وتعثر المشاريع مع النمو السنوي ودخول مشاريع جديدة يراكم التعثر والمتطلبات، لنركز على الإنجاز ماهو متأخر ونبادر بحلول فعاله لما سوف سيتم مستقبلاً. 

نقلاً عن جريدة "الرياض"