عصا كوزمين السحرية!!

الروماني كوزمين من المدربين القلائل الذين تركوا الدوري السعودي لأسباب غير فنية، رحل وجماهير ناديه الهلال وكل الرياضيين يشهدون له بالتميز حين قدم لتدريب "الأزرق" العام 2007 ليصنع فريقا يتميز بالانضباط ويلعب بطريقة مختلفة، ولياقة بدنية مثالية، وروح قتالية عالية، قاد فريقه لبطولتين وكان مهيأ لحصد المزيد لولا قرار إبعاده في الموسم التالي.

الأنظار تتجه للمنتخب السعودي اليوم وهو يستعد لكأس أمم آسيا في أستراليا، مسيرو "الأخضر" بعد شدٍّ وجذب وقع اختيارهم على كوزمين باستعارته من فريقه الإماراتي، كانت كل الأصوات تدعو لاتخاذ قرار حول المدير الفني السابق لوبيز كارو قبل دورة كأس الخليج لتكون الأخيرة خير إعداد للمحفل القاري الأهم؛ لكن اتحاد الكرة افتقد الجرأة في القرار، وفضل الصمت وتوجه نحو تجديد الثقة في الإسباني ففقد اللقب الخليجي المقام في العاصمة "الرياض" وضاعت فرصة الإعداد الباكر لما هو أهم؛ ليصبح الأمر محرجا ليس للمدرب الجديد فحسب؛ بل حتى للاعبين الذين عليهم الانسجام ومعرفة وتطبيق ما يريده منهم مدربهم الجديد خلال أسبوعين فقط!!.

من المؤسف أن يدار منتخبنا بهذه الطريقة البدائية، عشوائية في الاختيار، ومدير منتخب يستقيل ويكشف عن تدخلات تشعرك بأن الحال لا تسرّ، وأن الواقع الإداري هو المسبب الرئيس لكل المشاكل التي تعترض "الأخضر" الباحث عن أمجاد إقليمية قارية ودولية غابت منذ سنين، أصحاب القرار جعلوا من المنتخب مسرحا للتجارب ومدربي الطوارئ منذ رحيل الهولندي رايكارد، إذا ما عرفنا أن من خلفه كان مستشارا فنيا للمنتخبات السنية، وكوزمين هو مدرب طوارئ جديد لكنه من فئة الخمس نجوم، لم أتوقع قبوله المهمة الصعبة لضيق الوقت؛ وقبوله يمثل تحديا كبيرا، ومؤشرا إيجابيا، أشعر بأن كوزمين لديه ثقة في اللاعب السعودي وإمكانية أن يكون في الموعد في بطولة آسيا، لو لم يكن واثقا من وجود دلالات إيجابية ما كان له أن يقبل مهما بلغت الإغراءات، المهم أن يثق لاعبونا في أنفسهم، وأن لا ينسوا أن فريقا سعوديا هو الهلال كان قريبا من تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا، والأهم أن يدركوا أن المدرب الروماني لا يملك عصا سحرية، وأن نجاحه أو فشله سيكون بسواعد اللاعبين، عليهم أن يتعاونوا معه ويبذلوا قصارى الجهد، لم يقدم منتخبنا ما يرضي الطموح ومع ذلك بلغ نهائي دورة الخليج التي شارك فيها ستة منافسين سيحضرون النهائيات الآسيوية.

الأخبار والصور القادمة من أستراليا حول استعدادات المنتخب تبعث على التفاؤل، جاهزية أبرز النجوم، والحماس الذي عليه اللاعبون بمشاركة مدربهم تجعلنا متفائلين بتجاوز هذا الواقع الفوضوي بحضور يمسح تلك الصور الهزيلة التي لا تزال عالقة في الأذهان بالخروج الباكر من النسخة السابقة بالدوحة بعد ثلاث هزائم من الأردن وسوريا اختتمت بخماسية قاسية من اليابان. 

نقلاً عن جريدة " الرياض"