أهم 10 أمنيات مؤجلة للمواطن العربي

3 أيام فقط، هي كل ما تبقى من عام طويل جداً، قرر الرحيل أخيراً، بعد أن سجل في روزنامته البائسة، قائمة طويلة جداً من الأحداث والمواقف والمفاجآت والمتناقضات والتحولات والتطورات، أغلبها مغموسة بطعم الحزن وممزوجة بلون الانكسار.

3 أيام فقط، ويبدأ عام جديد، بكل أحلامه وطموحاته وتطلعاته التي لا حدود لها. عام، تُعلّق عليه الآمال والرغبات والأمنيات التي سكنت ثنايا القلب وزوايا العقل، لتزهر مواسم الفرح والأمل والسعادة التي طال انتظارها.

مشكلات وملفات وأزمات، تغص بها قائمة الأمنيات المؤجلة والعالقة والمُرحّلة التي يحملها المواطن العربي منذ سنوات طويلة. أمنيات، لا تُريد أو لا يُراد لها أن تتحقق، رغم توفر كل الامكانات والقدرات والثروات العربية التي يحسدنا عليها القاصي والداني، ولكنها أي تلك الأمنيات تقبع داخل دائرة التأجيل والترحيل، وهي عادة عربية بامتياز.

ما هي الأمنيات المؤجلة والعالقة التي يحملها المواطن العربي كل تلك السنين الطويلة؟ سؤال مستفز كهذا، حرضني على كتابة هذا المقال. كنت أظن بأن رصد تلك الأمنيات، أمر في غاية البساطة، لأنها تكاد تكون معروفة وأشبعت كتابة وتنظيراً، ولكن الحقيقة، عكس ذلك، بل هي مرة بنكهة العلقم ومؤلمة حد الوجع.

الأمنيات العربية المؤجلة، كثيرة ومعقدة وشائكة، بل هي أشبه بجروح غائرة في روح المواطن العربي.

والآن، إلى أهم 10 أمنيات مؤجلة يحملها المواطن العربي في روزنامة هذا العام الجديد:

العودة، هي الأمنية الأولى التي يُمسك بها المواطن العربي بكل جوارحه وقناعاته. العودة، بكل ما تحمل من عمق ومضمون ومعنى. العودة للوطن السليب، والعودة بعد التهجير، وعودة الطيور والعقول المهاجرة، وكل ألوان ومستويات العودة التي يتمناها المواطن العربي.

الأمن والأمان والاستقرار، وكل مظاهر وملامح الحياة الطبيعية والصحية، هي الأمنية الثانية.

منذ سنوات طويلة، وأغلب الأقطار العربية، تفتقد كل تلك المظاهر الضرورية وتعيش وسط ركام هائل من الفوضى والاحتراب والدمار.

الأمنية المؤجلة الثالثة، هي مكانة الأمة العربية بين سائر الأمم المتقدمة والمتحضرة. بكل حزن وأسف، لا يبدو أن أمتنا العربية في طريقها لاستعادة مكانتها الريادية كأحد أعظم الأمم المنتجة للحضارة.

الحرية والعدالة والمساواة والتعددية والتسامح وتداول السلطة والمشاركة الشعبية، وغيرها من منظومة القيم والحريات والحقوق، هي الأمنية المؤجلة الرابعة التي مازال المواطن العربي يسجلها في دفتر أمنياته المؤجلة.

ملف المرأة بكل تفاصيله وتشعباته، هو ملف يحمل بطياته المعقدة، الأمنية المؤجلة الخامسة، إذ لم تستطع المرأة العربية كل تلك العقود بل القرون أن تحظى بقناعة وثقة المجتمعات العربية الذكورية.

المرأة التي تقود العديد من دول ونظم ومؤسسات الغرب الكبرى، مازالت كمواطنة عربية كاملة وراشدة، أمنية مؤجلة برسم التحقق.

الطفل العربي الذي يُشكل نسبة كبرى في تعداد العالم العربي، يعيش ومنذ سنوات طويلة، في ظروف استثنائية قاهرة ومؤلمة، وكل الأمنيات الجميلة بتحسن أوضاعه الصعبة ليعيش طفولته بكل براءة وحرية وانطلاقة، تاهت في دروب الضياع والتأجيل كأمنية سادسة.

حالة الرفاه والمعيشة والتنمية، أو ما يُعبر عنه بالحياة الكريمة، هي الأمنية السابعة المؤجلة. للأسف الشديد، مازالت الأمنيات، بل الاساسيات والحاجات والخدمات الضرورية، كالتعليم والصحة والسكن وغيرها، أمنيات مؤجلة في الكثير من أقطارنا العربية.

قضية فلسطين، الكيان العربي الموحد، الفيدرالية أو الكونفيدرالية العربية، السوق العربي المشترك، إلغاء الحدود العربية، والكثير من الأحلام العربية الكبرى التي احتلت مساحات شاسعة من شعاراتنا، ليست سوى أمنية مؤجلة ثامنة.

الأمنية المؤجلة التاسعة، هي أن يعيش المواطن العربي حالة من التصالح والتسامح والتوازن في مختلف تفاصيل حياته، لا أن يشعر بالغربة في وطنه، تُقيده سلسلة طويلة من اللاءات والممنوعات والمحرمات والملاحقات.

تلك هي الأمنيات العشر المؤجلة التي يحملها المواطن العربي، ويتمنى أن يُحققها أو بعضها في حياته.

عزيزي القارئ، أنا لم أنسَ ذكر الأمنية العاشرة الموجلة، كما تظن، ولكنني فضلت أن تقوم أنت بكتابتها، لأنني على ثقة تامة، بأنك تحملها دائماً في دفتر أمنياتك المؤجلة. 

نقلاً عن جريدة " الرياض"