تحصين السور العربي !

التصدع الذي اصاب الأسوار العربية مع اتجاه رياح الربيع العربي إلى حالة من الخريفية الفوضوية مكن قوى أقليمية ودولية عديدة من اختراق عمق العالم العربي، وما يجري في سوريا واليمن ليس إلا نتاجا لتغلغل النفوذ الخارجي وتأثيره المباشر في تأجيج الصراعات وزياد حالة التشرذم العربية !

المملكة أدركت مبكرا أن تحصين الأسوار العربية يبدأ باستعادة مصر لدورها الريادي لتشكل مع المملكة الثقل الأساس في مواجهة غزو النفوذ الأجنبي وخاصة الإيراني، وإذا كانت السياسة السعودية قد نجحت في احتواء الخلاف مع قطر واستعادة الدور القطري الإيجابي خليجيا فإن استعادته عربيا يتعزز بعودة العلاقات القطرية المصرية إلى الحد الطبيعي من العلاقات الدولية الذي يكفل الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية!

المبادرة السعودية لم تكن لتنطلق بهذا الزخم العلني وبدور غير تقليدي، تصدر مشهده على غير العادة شخصيات لم نعتد ظهورها إعلاميا لولا إبراز الأهمية التي أولاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنجاح مبادرته لرأب الصدع العربي وتحصين السور في مواجهة الخطر الإقليمي والدولي، الذي لم يعد يحتمل إضاعة الوقت في خلافات وصراعات تستنزف طاقة العرب في ظل حالة إقليمية مضطربة تتطلب مواقف عربية أكثر توافقا وصلابة!

نجاح المبادرة السعودية اليوم رهن بجدية مواقف الأشقاء وصدق نواياهم في الخروج بعالمنا العربي من دوامة الفوضى وحالة التشرذم الخريفية، وتحصين السور بدلا من هدمه من الداخل !.

نقلاً عن جريدة " عكاظ"