السائقة التائهة!

البعض لا يعرف كيف يخدم قضيته، بل إنه يضر بها من حيث لا يدري بسبب إما جهله أو قصور فهمه أو افتقاره للمقومات التي تجعله يتصدر للقضية!
على سبيل المثال تلك المرأة التي قدمت لتقود قضية قيادة المرأة للسيارة، فقد برهنت على أنها سائقة سيئة لا تجيد فن القيادة وتخرج دائما عن جادة الطريق، ولو امتلكت قدرا من الفطنة لوجدت أن هناك طرقا أخرى أكثر اختصارا وسلامة لتسلكها بدلا من الطرق الوعرة والتائهة!

منذ مقطعها الأول الذي تحدت فيه أن يجبرها أحد على الحجاب وكأن هناك رجل هيئة يقف على رأسها يطالبها بذلك برهنت على قصر النظر، فقد مارست استفزازا لا مبرر له في موضوع يخصها لم يكن أحد ليكترث له، فلا أعرف أن أحدا فرض على المبتعثات كيف يلبسن أو يتصرفن أو حتى جعله قضية مطروحة للنقاش!

في موضوع قيادة السيارة، لن يكون العناد والاستفزاز أبدا طريقا للحصول على حق القيادة أو إقناع القيادة بالسماح به، والاستمرار في ممارسة هذا النهج لن يعمل إلا على استفزاز الشريحة المعارضة وزيادة الاحتقان الذي يزيد من أمد القضية ولا يقصرها!

لست ضد أن يسمح للمرأة بقيادة السيارة، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نلقي فيه بهذه القضية خلف ظهرونا بحكمة كما فعلت دول خليجية سمحت بقيادة المرأة بالتدرج حسب الأعمار والحاجة ووفق قوانين كفلت لها حقها وسلامتها، ولكنني ضد مخالفة القانون وضد استفزاز رجل القانون، فالحق لا يمكن أن تتم المطالبة به بمخالفة القانون لأن ذلك يقود للفوضى!
مثل هذه القضية يجب أن يتصدر لها العقلاء لا السفهاء!.

نقلاً عن صحيفة " عكاظ"