«ساهر» لا يغضب

صورة لسيارة «ساهر» تختبئ - أو تقف - خلف لوحة كبيرة كتب عليها بخط عريض وصية النبي عليه وآله أفضل الصلاة والسلام «لا تغضب ولك الجنة»، كانت مثاراً للتعليقات الطريفة والحانقة على مواقع التواصل.

لكني اكتشفت أن «ساهر» وإدارة «ساهر» ممن لا يغضبون، أقلها لم نَرَ رد فعل منهم على كل ما يكتب وما يقال عنهم منذ تدشين أول كاميرا تلتقط صوراً، ولا شك أن في هذا رباطة جأش وصبراً شديداً، ومن الواضح أن جلد «ساهر» ثخين، بالغ السماكة فهو لم يتأثر بكل الانتقادات على «أسلوب التطبيق» مثلما لم يهتم بكثير من الاقتراحات، بقي لا يغضب صابراً و«محتسباً»، يحصد نتائج الصبر الجميل!

والعجيب في «ساهر»، على رغم قربه منا ولقائه بنا كل يوم في أكثر من محطة، أنه لا يتحدث، لا يوجد متحدث رسمي باسمه، أما إحصاءاته فهي انتقائية مثل مواقع يختارها، توقف عند ضبط السرعة في أماكن حفظتها أهم فئة «مطفوقة» تجوب الشوارع، فلم تعد لها تلك الأهمية في ضبط السرعة القاتلة.

لكن «ساهر» كما يخيّل إليّ مقاول، لذلك بودي معرفة من هي الجهة التي توقف عدادات الوقت عند إشارات المرور، إذا كان الهدف للدولة من وضع إشارات مرور وجهاز مرور ونظام مرور هو الحفاظ على سلامة المواطن، فإن تلك العدادات مما يسهم في ذلك، بل إنها تحافظ على الراحة النفسية لدى السائقين بدلاً من ضغط التوقعات والاحتمالات ودفع من المستعجل بإطلاق أصوات المنبهات، هي تعطي مجالاً للتوقف قبل وقت مناسب، كما توفّر وقتاً أنسب للانطلاق للمنضبطين من السائقين، وهم الأكثر حاجة إلى الحماية من المطافيق. هل ترك أمر العدادات عند إشارات المرور لمقاول صيانة الإشارات ليستطيع افتراضاً إبطال عملها؟ لا أتوقع أن جهة حكومية ترضى بذلك، لكننا لا ندري فلا متحدث ولا ناطق فقط «ساهر» ينتظركم من دون غضب مع إبطال العدادات في سباق السيارات.

نقلاً عن صحيفة " الحياة"