الرياضة.. صناعة لا مدرب فقط

خروج المنتخب الوطني ليس بجديد، ولن يكون آخر الخسائر، ولا يعني أننا لن نكون أفضل مستقبلا فهذه رياضة تقبل الخسارة والفوز. من خلال مخرجات بطولة دورة الخليج الأخيرة " 22 " ظهرت صورة شبة شاملة تقر بفشل المدرب الأسباني بقيادة المنتخب للفوز بالبطولة أو تحسن مستوى المنتخب. لست متخصصا رياضيا ولا محللا ولا أتقن هذا العمل، فهو عالم له مختصوه. ولكن ما لفت انتباهي هو "لوم" المدرب الأسباني وأنه سبب الفشل أو السبب الأساسي له، ولا أعرف بتاريخ المدربين للمنتخب ان بقي مدرب 3 سنوات أو سنتين كاملتين، فالمعدل طبقا لمعلومات هو سنة للمدرب وكم شهر، فلا بقاء للمدرب مع كل فشل للمنتخب؟ هل مشكلتنا المدرب؟ رغم أننا أتينا بأهم مدربي العالم وبتكاليف باهظة الثمن وآخرها المدرب"ريكارد" الهولندي بثمن يتجاوز عشرات الملايين، فماذا حدث؟ لم ينجح ولا أقول"فشل" وذهب كغيره. السؤال هنا هل حين نأتي بالمدرب الإلماني "لوف" أو الأسباني "ديل بوسكي" أو سبشل ون "مورينو" سنحقق كأس آسيا أو نتأهل لكأس العالم القادمتين؟ لم أضع دورة الخليج بحكم الانتهاء الآن. اللاعب العالمي الأرجنتيني "ليونيل مسي" و "كريستاينو رونالدو" أفضل لاعبين في العالم مع ذلك فشلا في تحقيق أي إنجاز وطني لبلادهم بكأس العالم، لم ينجحا حتى الآن، أمريكا تملك المال والصناعة والقدرة وكل معطيات النجاح ولكنها بكرة القدم لا تعد رقما مهماً فهي أقل الدول ترتيبا وكذلك الصين ثاني اقتصاد في العالم كرويا لا تشكل رقما مهماً.

من كل ذلك، أود الوصول إلى أن الرياضة بصورة شمولية، وكرة القدم خصوصا، هي احتراف وعلم وموهبة ومال وبناء واستثمار وخطط واستراتيجيات، هي مزيج كل عليه أن يقوم بدوره، لماذا لا نجد اللاعب الأوروبي لا يحترف بدول أمريكا الجنوبية، ونجد أمريكا الجنوبية معظم لاعبيها في أوروبا؟ لماذا لا نجد الأفارقة يحترفون بأوروبا بنسب عالية جدا، ولا نجد الأوروبي يحترف بأفريقا او الدول العربية؟ إلا من شارف على النهاية؟ ما الأسباب؟ المال؟ لا ليس المال فقط، بل البنية التحتية، الأاهتمام، التجهيز، الملاعب، الاحتراف الحقيقي، التفرغ، العمل الحقيقي، الاهتمام من سن مبكرة، الإمكانيات والملاعب وتوفرها مع كل الأجهزة، الدعم، التحفيز، المتابعة، احتراف حقيقي، المال المحفز والرواتب العالية، دخول الشركات والرعاية، عالم هائل "كصناعة" الرياضة، وهي مولد كبير للفرص، الدوري الإنجليزي رغم فشل أنديتها ومنتخبها أوروبيا من سنوات، ولم تنجح، ولكن ظلت الأفضل من حيث "الوهج والجاذبية" لماذا؟ لأنها تملك القدرة على الجاذبية بالزخم الجماهيري والإعلام والتنافسية والاحترافية لديهم، والتي تعد منبر العالم كنموذج، والتركيز على "الرياضة" لا الدخول في صراعات شخصية وتسابق "شخصي" بل التركيز على "الرياضة" الحقيقية بدعم وتنظيم وتنافس هائل وكبير.

حين يكون لدينا عمل احترافي بشمولية كاملة من الطفل وتوفر كل الإمكانيات، في كل ما يتعلق برياضة كرة القدم لا شك النجاح سيأتي، يجب أن لا نختزل المشكلة "بمدرب" حتى وان اتيت بمدرب لكل لاعب لن ينجح أحد. الفكرة أبعد وأعمق بكثير، 10 سنوات لم تحقق إنجازات للكرة السعودية على مستوى المنتخب والأندية، فهل المشكلة مدرب؟ 

نقلاً عن صحيفة " الرياض"