زمن التسويات السياسية!
بيد أن الحلول السياسية والتسويات هي الأساس لأي عراك أو خلاف سياسي. يصح هذا حتى على الخلاف الفلسطيني ــ الإسرائيلي؛ ذلك أن الحلول الجذرية تعني إطالة أمد المشكلة، وتعطيل مسيرة التنمية، وإنهاك المجتمعات بخلافات لا طائل من ورائها على الأرض.
يحذر المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري من حالة «اللاحرب، واللاسلم» بوصفه المرض الأشرس الذي يؤدي إلى تعطيل التنمية، ويستشهد بالخطابات القومية التي تصاعدت في الستينات حين قال بعض المفكرين: «علينا أن ننهي القضايا العربية العالقة من أجل البناء التنموي بعد انتهاء هذه الأزمة»، ثم لم تحل القضية ولم تبدأ التنمية وأوضح الأمثلة على الدول التي مرضت بحال اللاحرب واللاسلم تلك التي خاضت معارك القضايا وشعارات «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».
امتازت سياسات المملكة ودول الخليج بوضع القضايا ضمن مقياسها من دون تضخيم أو تتفيه، لهذا نرى التنمية الهائلة الاقتصادية في الرياض والمنامة ودبي وأبوظبي والدوحة ومسقط والكويت، كل هذه العواصم مع فوارق معينة استطاعت تجاوز الخلافات الأبدية، وجعلت القضايا في سياقها وحدودها من دون التوقف التنموي والتعطيل الاقتصادي بحجة إنهاء الخلافات أولا ومن ثم بدء المسار التنموي، سورية ولبنان ومصر من قبل كلها وقعت في فخاخ الشعارات وخطابات الصراع.
لكل قضية تسوياتها وحدودها، وهذا الزمن بالفعل هو زمن التسويات السياسية بامتياز.
نقلاً عن صحيفة " عكاظ"