سجدة وعقاب

أسعد انتشار ظاهرة سجود اللاعبين شكراً لله الكثير من المسلمين، بل انتشرت ظاهرة السجود لله كتعبير عن الشكر على ما يحققه كل شخص. أصبحت ترى الناس سجداً في كل مكان، وهذا أمر جميل ومن العلامات التي تشجع على التفكير والسؤال عن هذا الدين الحنيف، بل قد تسهم في تقبل الناس للدين الإسلامي.

الحكم الأمريكي الذي عاقب اللاعب حسين عبد الله؛ بسبب سجوده شكراً لله بعد فوز فريقه في مباراة كرة القدم الأمريكية، فتح الباب واسعاً على أسئلة تطول حرية الاعتقاد التي تدعيها أغلب الأنظمة الغربية. هذا السلوك هو امتهان للإسلام وتعبير صارخ عن العداء له. فكيف يكون السجود لله إفراطاً في التعبير عن الفرح أو ازدراءً للخصم ونحن نسجد لله أكثر من 34 مرة في اليوم والليلة.

أستطيع أن أقول إن الحكم رجل يعادي الإسلام ويحاول أن يكبت رغبة كل من سيأتي بعد حسين مستخدماً التعبير نفسه عن الشكر لله على فضله. يأتي هذا السلوك متماشياً مع محاولات نواب ومسؤولين في أوروبا وأمريكا محاربة الإسلام سواء في الحجاب أو المناهج، وهو مصداق قوله تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".

الغريب أننا في المملكة نشاهد سلوكيات من لاعبين كتقبيل الصليب ولم يستنكرها أحد من حكامنا أو جمهورنا، بل يعشق أبناؤنا هؤلاء النجوم ويتابعون مبارياتهم بشغف. فكيف بالله عليكم نتهم بكتم الحريات ويتبجح أولئك بالحريات واحترامها. حريتهم المزعومة هي أن تفعل ما تشاء شرط أن يوافق ما نريد.

إن مرور هذا السلوك من الحكم الأمريكي مرور الكرام، وعدم مكافحته من قبل الجمعيات والهيئات الإسلامية في الولايات المتحدة وخارجها، ما هو إلا تعبير عن ضرورة احترام الأديان، وعدم استغلال الفرص للإساءة أو إهانة المنتمين إليها.

صرح المسؤول في اتحاد الكرة الأمريكي بأن الحكم أخطأ في تصرفه، وأنه لم يكن يقصد الإسلام بعينه، وإنما فسر حركة اللاعب تفسيراً خاطئاً، هذا لا يكفي لتبرير تصرف الحكم. يجب أن يعاقب الحكم، وأن تعلن عقوبته على الملأ ليعلم الجميع أننا لا نسكت عندما يحاول أحد المساس بديننا وسلوكنا الذي ينبع من هذا الدين الحنيف.

نقلاً عن "الاقتصادية"