لئلا نلدغ من جحر «التبرعات» ألف مرة!
منذ أحداث 11 سبتمبر وقصة التبرعات السائبة التي تصل إلى أيادي المتطرفين هي حديث الساعة والعالم، أسست السعودية على أثر ذلك نظاما صارما للجمعيات الخيرية، وأنظمة قوية رادعة لا لبس فيها لآليات جمع التبرعات وضبطها ورصدها.
الغريب في الأمر أن هذه المساعي الحكومية تتعرض لتحديات واختراقات مع كل أزمةٍ تمر بالمنطقة، مرت حينا حال الهياج للتبرع السائب (لا أقصد الحكومي المقنن) لغزة، ومع موجة الجوع والبرد والأزمة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من سبعة ملايين سوري جاشت العواطف وأصبح الناس يريدون الدفع بأموالهم إلى كل من يجمع التبرعات ممن هب ودب، وبدا هذا جليا في عيد الأضحى الأخير.
أحد المحرضين على الدعوة إلى القتال بسورية، وهو مقيم ولا يزال، وضع حسابا شخصيا له، وأرسل عبر شركات اتصال معينة إلى المواطنين السعوديين طالبا منهم التبرع بأضاحيهم أو بقيمتها إلى الحساب المدرج، وصلت هذه الرسالة إلى المحامي الأستاذ عبدالرحمن اللاحم، ومن ثم بدأ بإجراءات قانونية لمحاسبة هذا المخالف للأنظمة، اللاحم ظهر على قناة «العربية» في نشرة «الرابعة»، وتحدث عن هذا الخلل، وما يقوم به من إجراءات ومرافعات ضد هذا الداعية سيكون درسا وردعا لأمثاله ممن يخترقون لا الأمن السياسي فقط، وإنما الأمن الاجتماعي والأمن القومي كله.
المثير للغرابة أن وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة بمدير عام الجمعيات الخيرية محمد العسيري، نفت أن يكون ذلك الداعية المقيم له أي ترخيص من الوزارة، وأن ما يقوم به هو بشكلٍ شخصي خارج سياق المؤسسة.
نحن أمام اختراق حقيقي، لا بد من محاسبة هذا المخطئ وملاحقته قانونيا لمعرفة الحقيقة إلى أين تذهب هذه الأموال؟ وهل هي لإحياء وإنعاش الشعب السوري؟ أم لقتله وزيادة المأساة الدموية والميليشيوية؟!.
نقلاً عن "عكاظ"