العمالة الوافدة وقلقهم الدائم

ثمة ظاهرة واضحة للعيان ظواهر نقرّ بها ونعرفها، ولا ندري لماذا لم نفكر في علاجها - ولأقرب الموضوع أكثر أصنفها بأنها ظاهرة اجتماعية - عمالية وهي أن العمالة الأجنبية إذا عانت ترتكب أي شيء قد تعتقد أنه الحل الأقرب. ثم إن قومنا مشهورون بسرعة العروض التي تُقدّم أما من المكتب المحلي أو الأجنبي فبدون أي تقصٍ نفسي أومهني أو أخلاقي يوافق بعضنا على المعروض من العمالة.

البعد النفسي والهموم للعمالة الأجنبية التي تأتي إلى بلادنا يجب الاهتمام بهما قبل استقدامهم.

ولدى الأمن في مدننا الرئيسة سجلات لجرائم كانت دوافعها التعاسة وسوء الوضع والديون وعدم استلام العامل لرواتبه.

والمكاتب في عواصمهم.. وهي التي تتعامل مع مكاتب في بلدنا تغمض عينيها عن السجل الإجرامي للعامل، ومعظمها مستعد لإرسال "سائق عائلة" حتى ولو كان قد خرج من السجن لتوه. ومن غير الصعب استخراج سجل نظيف. هذا الاستخراج والعمل الورقي الكثير سيُكلّف العامل المستقدم وتلحقه الديون والرهون وأمراض أسرته، فيعمد إلى أي شيء للحصول على المال. لذلك نقرأ كل يوم عن ضبط مصانع خمور لا يعلم الشعب نتائج وجودها. وهذا كله من أجل الكسب.

هذا أمر خطير يجب التعامل معه بجدية. فالمكاتب في الخارج يهمها فقط أن تقبض المعلوم من العامل ومن المكتب المحلي عندنا.

وبعض المكاتب في الخارج تمني العامل والعاملة بحياة كانا يحلمان بها، ثم لا يجدانها في عالم الواقع.

وهذه المكاتب المحلية منها ما يقع في عواصم أخرى خصم لن نستطيع التغلب عليه.

وحتى شركات تنظيم العمالة في عواصم الغرب، أرسلت إلينا ممرضات سجلهن ليس خالياً من الشوائب. 

نقلاً عن "الرياض"