ضحايا العاملات

 حادثة اعتداء خادمة إفريقية على طفلتين في جدة، أفضت إلى وفاة ابنة الأعوام الستة، بينما طفلة الثامنة لا تزال تتلقى العلاج. هذه آخر أخبار اعتداءات عاملات المنازل التي يتداولها المجتمع حاليا.

من المؤكد أن كل حادثة تمثل حالة مستقلة، وليس بالإمكان الربط بينها. ولا شك أن أصابع الاتهام تتجه إلى وضع العاملات الإفريقيات والسريلانكيات - مثلا - في دائرة الاتهام، بتعمد الاعتداء. هذا الحل سهل للغاية. وقد يكون صحيحا في بعض الأحيان.

بعض العاملات غير الشرعيات - كما في هذه الحالة - تعيش قلقا آخر يتعلق بإدراكها أنها تعمل بطريقة غير قانونية، وهذا القلق يفرز تصرفات غير سوية. ومن الغريب أن يثق كثير منا بعمالة لا يعرف خلفياتها ولا تاريخها المهني قبل أن تصل إلى بيته، ويسلمها شؤون أسرته.

بعيدا عن التبرير، من المهم مراعاة حقوق العاملين والعاملات في المنازل. إذ ليس من المنطق أن يتم تحميل هؤلاء مسؤولية إدارة الأسرة وهمومها. هذا الأمر سائد في مجتمعات الخليج العربي. الأب مشغول، والأم مشغولة، ومهام التربية والتنشئة والتغذية متروكة لعاملة تتزاحم عليها المهام، وسائق تلاحقه المشاوير.

عمل يبدأ منذ السادسة أو قبلها، ولا ينتهي إلا في آخر الليل. هذا الروتين المضني، قد يكون القاتل الخفي في بعض الحالات.

لقد أقرت وزارة العمل حقوقا للعاملين والعاملات، تتضمن العمل ثماني ساعات وما بعدها يعتبر عملا إضافيا، مع أهمية تمتع هؤلاء بإجازة أسبوعية. علينا أن نعترف بأن هذه القرارات ليست ترفا. التهاون في هذه الحقوق، نتائجه غير حميدة.

نقلاً عن "الاقتصادية"