رمضان بداية التغيير

يتداول الناس اليوم أكثر ما يتداولون سرعة تصرم أيام شهر رمضان المبارك. كل سنة نعيش هذه الشكوى من فراق شهرنا الحبيب. بل إن البعض كان يتندر بقوله انتهى الشهر عندما كان يبارك لنا بحلول أول أيامه.

لعل السبب الأهم هو أن من يتمتع بالصحة ورغد العيش لا يشعر بمرور الأيام والشهور والسنين فيفاجأ بأنه وصل أرذل العمر دون أن يحقق شيئاً ذا بال. نعم تلكم قضية مهمة، تحقيق إنجاز أو ترك إرث مادي أو معنوي يعطي الأيام والشهور التي نعيشها قيمة. لنستغل فراغنا وجدتنا لصنع فرق في هذه الحياة.

ذلكم هو ما تتبناه جميع برامج التغيير التي أصبحت الشغل الشاغل للعالم. التغيير الإيجابي هو ما نبحث عنه. رزقنا الله الخيرات التي لا تحصى، ونحن نعيش زمناً يستطيع فيه الواحد أن يؤثر في حياة أشخاص لم يرهم طيلة حياته ولن يراهم، كما أن لديه من أسباب الإسعاد المادية والمعنوية ما يمكنه من ذلك.

ماذا غيّر فينا رمضان؟ سؤال يجب أن نسأله أنفسنا قبل أن تغرب شمس هذا اليوم. فإن لم نحقق تغييراً ولو بسيطاً، فنحن في حاجة إلى مراجعة الذات، والبحث عما يمكن أن نغيره لنقول في القادم من أيامنا: غيّرت كذا في رمضان عام 1435 هـ.

ليس ضرورياً أن يكون التغيير جذرياً، وليس ضرورياً أن يكون التغيير في أنفسنا، بل إنه يمكن أن يكون في حياة إنسان آخر نعرفه أو لا نعرفه. يمكن أن نغير سلوكنا تجاه فئة معينة من الناس، ويمكن أن نسهم في عمل تطوعي أو جمعية خيرية، يمكن أن نقتطع من أموالنا لنبني وقفاً أو نتبنى يتيماً أو نعيد غائباً.

يمكن أن نكوِّن جماعة داخل أسرنا تعتني بأمر يهم الأسرة أو الحي. يمكن أن نكون جماعة في حينا أو قريتنا تمد يد العون لمن يحتاج إليه. يمكن أن يغير الواحد أسلوب لباسه أو تعامله مع كبار السن.

يمكن أن تضيف ليومك سلوكاً جديداً، كأن تعود مريضاً أو تقرأ حزباً من القرآن أو تزور مؤسسة خيرية أو مركزاً من مراكز الخدمة العامة.

أضف إلى حياتك بُعداً مختلفاً بدءاً من اليوم، ليكون رمضان هذا العام بداية التغيير.

نقلاً عن "الأقتصادية"