إرهابيون.. حسنو النية!

على إحدى القنوات وفي وقت الذروة، أطل على المشاهد أحد المبررين للعنف والإرهاب. المنطق الذي استخدمه هو نفس منطق «ابن لكن» الذي انتقدناه قبل عشر سنوات من الآن، حين ضرب الإرهاب الحمراء في الرياض جاء بعض المنظرين متحدثا عن أمراض نفسية، وفقر، وحالات اجتماعية، وطلاق الآباء، معتبرين أن هذه الأسباب هي التي تفرز الظواهر الإرهابية. تبين خطأ هذا الكلام حين فجر طبيب بنفسه، وسافر أبناء التجار والذوات إلى مناطق النزاع، وشارك بعض المسؤولين في مناصب جامعية وغير جامعية بأعمال الإرهاب. هذا الضيف التلفزيوني قال إن داعش تنقسم إلى قسمين: قادة، وأتباع. أما القادة فهم مدانون، بينما الأتباع فهم «يتقاطرون صدقا»، هكذا قالها بالنص!.

مثل هذه التبريرات أخطر من الإرهاب نفسه، وبرغم أنه حاول أن يميز نفسه عن داعش، غير أن مشتركات كثيرة تجعله منهم حد التطابق، هو كويتي الجنسية، لكنه قال بلسانه: ليس في عنقي بيعة لأحد حتى رئيس البلاد! ومن ثم نادى بالخلافة، ونفى شرعية الحدود بين الدول التي كانت ثمرة اتفاقية «سايكس بيكو». دع عنك خطأ استضافته من الأساس وفي هذا الظرف بالذات، وبقناة لها جمهورها، لكن لتتأمل بالمنطق الذي استخدم على طريقة: أحب الإرهابيين ولست منهم، أو تيار «ابن لكن» الذي يقف مع الشيء وضده، ويقول الكلام ونقيضه ثم يعود لتقرير النقيض وهذا جنون منطقي وفكري.

هؤلاء الأنصار لداعش موجودون بيننا، فقد نشرت جريدة «الحياة» يوم الخميس 17 يوليو خبرا صاعقا وخلاصته أن نشاطا متزايدا في جمع التبرعات والأموال من السعوديين لصالح ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام) «داعش» قد تم في السعودية، ورصدت أيضا تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لحساب أحد المنضمين إلى جيش «داعش»، أكد فيه وجود حساب آخر باسم «هبة»، متخصص في جمع التبرعات، مطالبا بدعمه بالمال.

كما طالب صاحب حساب «وميض قلم» في إحدى تغريداته بتمويله!.

أتمنى الضرب بيد من حديد لمثل هذه الأمواج من التلون في الطرح والمخاتلة في التشجيع على الإرهاب فكرا ومالا.

نقلاً عن "عكاظ"