الثقة بعمل المرأة أولاً

لا أفهم السر الحقيقي حول إلقاء التهم على المرأة بعملها، وكأنها "خطيئة" يصر "البعض" على منع المرأة من العمل فيما لو استطاع، أو الحد من عملها او الإغلاق عليها كل الأبواب والنوافذ لو استطاع، أليست المرأة "هي والدتي وزوجتي وبنتي وعمتي وخالتي وابنة أخي..." لماذا هذه النظرة "الدونية" والسلبية ونزع الثقة بالمرأة لدينا وكأنها لا تستحق أن تحصل على حقوقها؟ أليست الدولة منحتها كل صنوف التعليم من أول المراحل إلى الابتعاث الخارجي لتصل لأعلى مستويات التعليم طبيا وغيره؟!

المرأة نصف المجتمع، وأتذكر حين حاورت البعض من الأقرباء حول رفضهم دخول بناتهم " بعض" كليات الطب أو أي شيء يتعلق بالطب أن سألته هل حين تأخذ زوجتك للمستشفى الا تبحث عن امرأة لتكشف عليها؟ الا تبحث عن طبيبة لابنتك لتكشف عليها؟ الا تبحث عن طبيبة حين يأتي مخاض زوجتك؟

كلهم يوافقون نعم نريد امرأة لا رجلا، السؤال التالي لماذا ترفض المرأة وأنت تبحث عنها لماذا هذا التناقض من اين سيحضرون لك طبيبة إن لم تكن بنتي أوابنتك او أيا من مجتمعنا؟؟!!

هي أغلال وموانع لا مبرر لها والحمد لله بلادنا إسلامية ودولة تحرص كل الحرص على ذلك، وعلماء وهيئة كبار علماء يراقبون ويتابعون كل شيء لم يستنكر أحد كل ذلك برفض عمل المرأة او ان تتهم بعرضها للأسف.

مشكلة مجتمعنا أننا انغلقنا على أن الرجل هو كل شيء، وهذا خطأ كبير برأيي، فالمرأة هي نصف المجتمع، وخادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله أقر دخول المرأة لمجلس الشورى لتشارك بالرأي والمشورة وصياغة الأنظمة والتشريعات، هي جزء اساسي لا يمكن تغييبه، بل انها تتفوق علميا على الرجل في أحيان كثيرة، ولن يوجد مجتمع فاضل 100%، فالأخطاء موجودة والتجاوز لن يتوقف، ولكن يجب ان نغلب الإيجابي على السلبي، وكم هذا السلبي؟

إنها حالات لا تذكر ولا يمكن الاعتداد بها. آخر دراسة قرأتها عن عمل المرأة في القطاع الخاص أنها لا تعاني من مصاعب الرجل او تحرش ولا يشكل لها عائقا لأنه غير ذي نسبة تذكر، بل قلقها على ساعات العمل والراتب، فلا يجب ان نرسخ بمجتمعنا وكأنه "وحوش" أو يصعب التعايش معه، بل هو مجتمع طبيعي ويتجه ليكون دور المراة اكثر أهمية وتأثيرا وحضورا بما لا يخل بأي شيء من مبادئ مجتمعنا او ديننا، لا يجب ان يصور وكأن ذلك خروج عن المسار الطبيعي بل ما يحدث هو المسار الطبيعي والصحيح بل وبطيء يفترض تسريعه.

يجب ان نقر أن للمرأة حقوقا، ومستقبلا، وطموحا، وأهدافا، وتطلعات، ورؤية، وقد تعول أسرة، فليس كل امرأة لديها عائل يصرف عليها، وحتى إن وجد فهي انسانة كاملة الحقوق ويجب ان تعطى ولا تكون رهينة الرجل، بل إنها اكثر تمسكا بعملها من الشاب الذي يجد عشرات الفرص وليس كالمرأة المحدودة الفرص، علينا ان نقدم ونعطي الثقة الكاملة بالمرأة وهي جزء من حياتنا لا يمكن أن يستقيم بدونها او نتجاوزه، وهذا ما يحدث ولله الحمد ولكن نحتاج الزمن والوعي والثقة وإعطاء الفرصة. 

نقلاً عن "الرياض"