بدائل النصح المباشر «تداول الأفكار»!

علّق أحد المغردين ساخرا: «لا تجلدونا بسياط قولكم بهذا الشهر». والواقع أن عشرات القنوات والبرامج والخطب ستضخ خلال الثلاثين يوما بالنصح. والمجتمع هو الوعاء الذي ستقذف به كل تلك الكلمات والمواعظ والتهديد والوعيد. المجتمع ليس مقدسا وليس مدنسا، بل هو مزيج من كل شيء، ولا يجب أن تكون جميع وسائل الإعلام مرسخة لضرب ظهر المجتمع ليل نهار وكأنهم كفرة فجرة لا يعبدون الله ولا يوحدونه.

هذه الكثافة من الوعظ والنصح لها رد فعلٍ عكسي إذ سرعان ما يقنط الناس من هذه الخطابات ويعتبرون قائلها مملا ويتجهون نحو برامج التسلية والفن والمسلسلات الرمضانية. إنني مؤمن بأن أفضل بديل للنصح ما أسميه: «تداول الأفكار الإيجابية» وهو التحريض «غير المباشر» على الإيجابية حينها يكون النصح موجها لذات قائله أولاً ومن ثم للمجتمع، هذه هي الآلية التي أعتمدها في برنامجي الذي آمل أن يحوز على رضاكم «في خاطري شيء». راهنت على إيصال فكرة غير مباشرة، وليست سوطا ضد مجتمعي، لكنني أردت منه أن يكون ميدانا وورشة لنقاش أفكار أريدها لي ولمحيطي ولمجتمعي ككل.

وأتمنى من بقية الزملاء تجاوز مرحلة نصيحة السياط إلى تداول الأفكار الإيجابية المشتركة، وهذا يجعل المستمع أكثر اقتناعا، إنني لا أقول لأحد أننا سيئون، لكنني أؤمن أننا صلحاء ولكن نستطيع أن نكون أكثر صلاحا.

هذا الشهر فرصة لتداول الأفكار الإيجابية، والمبادرات الخيرية، والتعاون على رسم العبادات المتعدية للغير بحيث نشيع مفاهيم العطاء والبذل في شهر الإنفاق والاهتمام بالفقير واليتيم والمكلوم والمجروح والعاجز والمريض. هذه هي مقاصد الشهر العليا، أن تتاح المجالات الإيجابية بوجه كل ما هو سلبي ومعطل ومثبط.
نحن ممتازون، لكننا نستطيع أن نكون أكثر تميزا وتفردا. مجتمعي بخير وهو ليس مجموعة لا من الشياطين ولا من الملائكة، بل هم بشر ممن خلق، فرفقا بالناس من سياط الوعظ والترهيب وأهلا بنشر الفكر الإيجابي الخلاق.

نقلاً عن "عكاظ"