مؤامرة النساء

يستمر الجدل بين محبي "البعارين"وغيرهم من الناس حول العلاقة التي تربط فيروس كورونا بالإبل، بل إن بعضهم بدأوا ينشرون مقاطع تقبيل وعناق حار بينهم وبين "حلالهم"، وهو حق لهم ما داموا قابلين على أنفسهم بالنتائج وبعيدين عن نشر العدوى بين أفراد المجتمع.

أسهمت العلاقة بين وزارتي الصحة والزراعة في استمرار هذا الجدل. الصحة تؤكد وتبصم بالعشرة أن الإبل سبب رئيس وقد يكون الوحيد لظهور وانتشار المرض في المملكة. بينما ترى وزارة الزراعة أن ذلك غير مثبت علمياً، وأن هناك عنصرا ثالثا قد يكون الناقل للمرض بين البشر والإبل.

الغريب أن تصريح المتحدث باسم وزارة الزراعة كان مركزاً على التكاليف المالية للتخلص من الإبل المصابة. قد يكون من الخطير أن تعوق التعويضات ومبالغها قرار الوزارة باعتبار الإبل ناقلاً للمرض، أو حتى بذل مزيد من الجهود لعلاج الإبل المصابة.

أتصور أن مسؤولية الوزارة تستدعي أن تقوم بعملية المسح والعلاج بصفتها الاعتبارية من خلال إمكاناتها الذاتية أو بالتعاقد مع جهات خارجية بدل توكيل الملاك هذه المهمة.

ظهر قبل أيام موقع آخر يمكن أن ينتشر المرض نتيجة دخوله وهو المقاهي. أصيب عشرة أشخاص وجدوا في المقهى نفسه بالفيروس. ما دفع المسؤولين عن صحة البيئة إلى إتلاف جميع الأدوات والأثاث الذي يمكن أن يكون سبباً في نقل العدوى داخل ذلك المقهى.

بدأت تنتشر تعليمات جديدة تحذر الناس من الوجود في المقاهي، وهذا يعني أن ينتبه كذلك أصحاب الاستراحات المخصصة للتجمع اليومي بين الأصدقاء لتدخين المعسل أو الشيشة. خبر غير جيد لكثيرين ممن يتلفون ثلاث إلى أربع ساعات من يومهم في هذه الأماكن مع ما يتلفونه من صحتهم وأموالهم وعلاقاتهم الاجتماعية والزوجية.

يمكن أن يكون الأمر من قبيل "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم". إذ يتحول المدخنون ومربو الإبل إلى العناية بأبنائهم وأسرهم بدل قضاء كل هذا الوقت في مراقبة حيوان أو سحب نفس من شيشة موبوءة.

بقي أن يأتي من يقول إن مشاهدة مباريات الدوري الإسباني وكأس العالم يمكن أن تنقل العدوى، ليسد كل قنوات المتعة على صنف الرجل في هذا البلد، عندها سأتيقن أنها مؤامرة نسائية.

نقلاً عن "الاقتصادية"