هذا لحم «مال جلب»!

عندما انتشرت شائعة المطعم الذي يقدم لمرتاديه كوارع الكلاب في مدينة جدة تذكرت المقطع الشهير في مسلسل درب الزلق الذي يحتج فيه «غلام» على «حسينوه» من بيع لحوم الكلاب المعلبة على أنها معلبات لحوم أغنام وأبقار ومرقوق قائلا: «بس هذا لحم مال جلب» !

طبعا في المسلسل فضح «مرقوق» حسينوه المغشوش عندما أصيب الناس بالسعار وبدأوا بالنباح والعض، أما عندنا فتتجرع بطوننا في مطاعمنا أشياء وأشياء لا يعلم بمكوناتها وصلاحيتها وطريقة تخزينها وتحضيرها إلا الله سبحانه !

والحمد لله أن أمانة جدة كذبت إشاعة كوارع الكلاب، لكن لا شيء يضمن أن ما خفي أعظم خاصة أن معظم المطاعم عندنا لا تحتاج لعين فاحصة لتكشف عن أوضاعها المزرية فيكفي أي عين مجردة أن تلاحظ تردي معايير النظافة والتخزين والجودة فيها، ومعظمنا شاهد مقاطع فيديو لاحق فيها مواطنون سيارات تحمل مواشي وحواشي نافقة إلى المسالخ والمطاعم فكانت الصدفة المجردة سر كشفها !

كما أن بعض المطاعم تلجأ لشراء لحوم الأغنام المريضة، والدواجن «المعودة» أو تتعاقد على شراء مكونات مستوردة رخيصة الثمن ورديئة الجودة، مخصصة للاستهلاك الاقتصادي غير المكلف وتعالج بالمنكهات المركزة أو المواد المطرية لتسويق مذاقها، ومن أراد أن يختبر كلامي فليجرب التهام ساندويتش «شاورما» دون أن يضاف إليه «المايونيز» ليرى إن كان سيتمكن من التهامه بنفس اللذة !

باختصار، في مطاعمنا.. الحافظ هو الله من أن نتحول إلى ضحايا «حسينوه» !!

نقلاً عن "عكاظ"