قنبلة «الشريان»!

 كانت حلقة «الثامنة» مع داود الشريان على «mbc»، مساء الإثنين، فارقة بكل ما للكلمة من معنى. تذكرون «أم محمد» التي تحدثت عن ذهاب ابنها ذي الستة عشر ربيعا إلى سورية، بكل ما في القصة من دراما حقيقية، وكل من شاهد حلقة داود أصيب بقشعريرة والأم تستقبل ابنها بالمطار بمساعدة حثيثة من وزارة الداخلية، ومن محمد بن نايف تحديدا.

تحدثت الأم عن الذين يسخرون من دموعها وقالوا إن دموعها مزيفة، وأن الشريان اتفق مع أم محمد من أجل تشويه الدعاة. وحسنا فعل شقيق أم محمد الذي سيرفع دعوى ضد من سخر من دموع الأم الأثيرة، التي حضنت ابنها في مشهد مؤثر، كأنها تراه لأول مرة، لكن السؤال ماذا رأى الابن العائد من سورية؟!

رأى جماعات تبيع السعوديين بيعا في سورية، دخل بداية مع جبهة النصرة، ثم مع أحرار الشام، ورأى بأم عينه سعوديين من داعش يقاتلون سعوديين من النصرة والعكس! رأى جثثا هناك لسعوديين في العشرينات من العمر، وقد قتلوا بأيدٍ سعودية!

يا للهول: أوصلنا إلى أن نُستخدم كل هذا الاستخدام وبأبخس الأثمان! ثم إن أولئك «المجاهدين» ــ برواية الابن ــ كانوا يحتسون الخمور ويعاشرون النساء! ولم يكن ثمة غضاضة في أن يباع السعودي على النظام السوري مقابل المال، فهناك سماسرة في كل فريق، وأبناؤنا حطب تلك المعارك، وشبابنا هم حب تلك المطحنة!

صمت المحرضون، كالعادة، وأرادوا التقليل من قيمة الحلقة الكبيرة والتي توازي عشرات المحاضرات والدروس، وليت الشباب جميعا يشاهدون الحلقة، بكل الحقائق التي ذكرها العائد من سورية؛ ليعلموا أن هناك من يحرضهم ليكونوا حطبا في نار لا علاقة لنا بها، وفي معركة لا راية لنا فيها!

نقلاً عن "عكاظ"