«هاشتاقات» البطالة !

 آخر «هاشتاقات» استجداء التوظيف الحكومي هي لخريجي كليات خدمة المجتمع، وهو أمر لا يفاجئني فقد حذرت منه قبل بضع سنوات عندما تساءلت عن جدوى التوسع في إنشاء هذه الكليات التي زاد عددها اليوم على ٤٠ كلية، حتى إن مثلثا بين ثلاث مدن هي المجمعة وشقراء وجلاجل لا يفصل بين كل منها أكثر من مائة كيلومتر به ثلاث كليات خدمة مجتمع!

يومها قيل لي إن السبب الحقيقي لإنشاء هذه الكليات هو استيعاب الأعداد المتزايدة من خريجي الثانوية العامة الراغبين بالالتحاق بالدراسة الجامعية، وكأن الهدف هو الكم لا الكيف، وبالتالي نحن اليوم نحصد ثمار سياسة خاطئة ظنت أن ترحيل المشكلة هو حل لها!

لقد كنا ننتظر من جامعات وكليات الأرياف أن تسهم في تصحيح خلل التوازن بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل، بدلا من الإثقال عليها بتخصصات لا قيمة لها تستنزف طاقاتها وتستهلك مواردها وترهق ميزانياتها!

كل ما فعلناه في حقيقة الأمر من خلال هذه الكليات هو أننا أهدرنا أعمار شبابنا وضللنا أحلامهم، وقمنا بترقية مستوى بطالتنا لتكون بطالة جامعية في مجتمع واقع في أسر سحر الوظيفة الحكومية في ظل عجز القطاع الخاص عن لعب الدور الأساسي في خلق فرص العمل!

نقلاً عن "عكاظ"