أجمل بلد في العالم

لا أنوي أن أصبح رحالة يشار إليه بالبنان ولا أعتقد أنني سأصبح كذلك في يوم من الأيام.. ولا أعتقد أيضاً أنني أسافر أكثر من أي مواطن سعودي متوسط الحال أو أنني سأتفوق في ذلك على أبناء الجيل التالي..

كل ما في الأمر أنني تبنيت منذ البداية إستراتيجيتين أو مبدأين بسيطين أتاحا لي رؤية دول وبلدان أكثر من معظم الناس.. الأولى؛ محاولة عدم تكرار زيارة أي دولة ذهبت إليها سابقاً (وسبق وشرحت هذه الفكرة في مقال قديم استشهدت فيه بصديق زار تركيا 25 مرة متتالية زرت أنا خلالها خمساً وعشرين دولة مختلفة).

أما الثانية فمحاولة رؤية أكبر قدر من الدول المتجاورة في الرحلة الواحدة.. ففي عام 2000 مثلاً تجولت في كامل أوروبا لمدة شهرين

بادئاً من روما ومنتهياً في روما.. وفي عام 2008 زرت خمس دول في شرق آسيا.. وفي نهاية 2013 تجولت في معظم دول أمريكا الجنوبية حتى الباراجواي دخلتها خلسة بدون فيزا...

وفي المحصلة أجد نفسي اليوم قد قمت ب86 رحلة حول العالم زرت خلالها 43 دولة وشاهدت بفضلها كافة القارات باستثناء القطب الجنوبي الذي سيكون هدفي القادم بإذن الله!!

ورغم هذه الأرقام مازلت أصاب بالارتباك حين يسألني أحدهم عن أجمل دولة زرتها في العالم؟

وهو سؤال يتكرر كثيراً حتى خلال لقاءاتي الإعلامية والصحفية وكان آخرها لقائي مع صحيفة "سبق" وفي قناة روتانا خليجية وفي كل مرة يصعب عليّ الجواب...

يصعب؛ لأن للجمال أوجهاً كثيرة (وهذا أولاً) ولأنني يجب أن أفهم (هذا ثانياً) قصد الشخص من معنى "الجمال" الذي يقصده.. هل يقصد مثلاً جمال الطبيعة؟ أم جمال المدن؟ أم تقدم الدولة؟ أم رقي التعامل؟ أم جمال الشعب ذاته!!

لهذا السبب كنت قبل الجواب أعيد السؤال للسائل:

عن أي نوع من الجمال تتحدث؟

فللجمال جوانب كثيرة؛ طبيعية، ومدنية، وحضارية، وإنسانية أيضاً.. وحين يحدد الهدف من سؤاله، لا أتردد في إخباره بالجواب...

فمن حيث الطبيعة هناك سويسرا والبرازيل وتايلند…

ومن حيث المدنية هناك اليابان واسكندنافيا والنمور الآسيوية…

ومن حيث العمق الحضاري لن تجد أجمل من المدن الأوروبية القديمة...

أما من حيث التعامل الإنساني فهناك بالتأكيد شعوب "فظة" وأخرى "لطيفة" ولكن بالإجمال جميع الناس يصبحون أصدقاءك إن كانت لديك أنت القدرة على الابتسامة والمهارة في كسر حاجز خوفهم من الغرباء...

... وفي جميع الأحوال هناك معادلة نسبية يجب أن يدركها جيداً أي سائح ينوي السفر للخارج وهي أنه:

كلما قرأت أكثر عن الدولة التي تنوي السفر إليها، كلما اكتشفت فيها جوانب جذب وجمال قد يجهلها حتى أهلها...

وبنهاية هذا السطر نكون قد انتهينا من وجهة نظري الشخصية.

أما من وجهة نظر مجلة المسافر أو Traveler (التابعة لمجلة ناشيونال جيوغرافيك) فقد قامت (بمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على تأسيسها) باستفتاء كُتاب الرحلات، والمحررين في المجلة الأم، وعشرات المكاتب السياحية عن الوجهات المفضلة للسياح.. وبعد 18 شهراً من البحث والترتيب خرجت بقائمة ضمت أجمل خمسين موقعاً عالمياً التالية صنفتها تحت خمسة أبواب رئيسية هي:

أجمل المدن.

أجمل المناطق البرية.

جنات الله على كوكب الأرض.

أجمل المناطق الريفية.

العجائب العالمية.

... ولأنني سبق وكتبت فعلاً عن هذا الاستفتاء؛ أنصحك بالبحث في جوجل عن مقال بعنوان "جنات الله على الأرض" لمعرفة التفاصيل!!