هل في كورونا جريمة؟

قضيتنا اليوم كارونا. إذا لم تظهر حالات جديدة سوف ننساه كما نسينا مشاكل كثيرة كان الأجدر أن نسعى لحلها مع بداياتها.. كل ما نعاني منه من قضايا معقدة في الطرق والمرور والصحة وغيرها هي مشاكل كانت محددة وصغيرة وواضحة وقابلة للحل. نترك المشكلة حتى تصبح أكثر من مشكلة. خذ مثالاً ناصعاً. بدأ التفحيط كما سبق أن قلت مع بداية الثمانينات الميلادية. كان ظاهرة صغيرة في حواري الرياض. هدفه سماع صرير الكفرات على الإسفلت. لم يوله أحد أدنى اهتمام فتطور قليلاً ليصبح استعراضاً لمجموعة من المراهقين الصغار الأبرياء. ثم توسع وبدأ يجتذب أكثر من فئة ثم انتقل إلى مدن أخرى وتطور أكثر فأكثر. لم يعد أحد يتذكر أن أصله صرير كفرات عند إشارات المرور للفت الأنظار. أصبح الآن سرقات وشذوذاً وقتل وترويع الآمنين وعصي على الحل.

كارونا مازال في بدايته وأرجو من الله أن يكون أيضاً في نهايته. خرج وزير الصحة وطمأن الناس. يشكر على هذا التصرف الإعلامي المسؤول. عدد الحالات في المملكة هي الأعلى في العالم ومع ذلك تبقى حالات محدودة يجب ألا تثير الفزع ولكن يجب أن تجعل وزارة الصحة في أقصى درجات الطوارئ.

لي ملاحظتان:

الأولى لمستها في خبر يقول إن وزارة الصحة اتفقت مع جهة عالمية لتطوير لقاح للمرض. شيء رائع. هذا هو التصرف الطبيعي. لكن علينا أن نتذكر أن كورونا بدأ قبل سنتين في المنطقة الشرقية. لماذا بادرت وزارة الصحة الآن في طلب لقاح للمرض. لماذا لم تتخذ هذا الإجراء فور اكتشاف الفيروس. أما كان يمكن أن نتفادى هذا الفزع وربما أنقذنا أرواحاً كان يمكن إنقاذها بقدر الله. إذا كان كلامي في سياقه الصحيح هل يمكن مقاضاة المتسبب في تأخر هذا الإجراء. كيف تتأخر وزارة الصحة عن التماس العلاج لمرض بدأ على أرضها وتحت مسؤوليتها؟ شيء غريب.

الملاحظة الثانية لمستها من لقاء أجرته جريدة المدينة مع المشرف العام على المختبر الإقليمي ومدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في صحة جدة يتهم المشرف الطبيب مكتشف كورونا بعدة اتهامات. الاتهام الأول (وجدنا جملة من المخالفات من أهمها أن المختبر غير مطابق لمعايير منظمة الصحة العالمية التي تشترط في المختبرات) ثم يسرد جملة من المخالفات من (أهمها أن المختبر غير مطابق لمعايير منظمة الصحة العالمية التي تشترط في المختبرات التي يتم فيها زراعة الفيروسات بأن تكون آمنة، الاتهام الثاني يتعلق بمكان إجراء البحث. (أن يكون في الطابق الأرضي حتى لا ينتشر في الجو) الاتهام الثالث (يجب أن يكون هناك خاصية الضغط السالب لضمان عدم تسربه) الاتهام الرابع يجب (عدم دخول أشعة الشمس لداخل غرفة المختبر ووجود جهاز شفط الهواء إلى غير ذلك من المعايير) ثم يقول: بينما كان واقع المختبر مخالفًا تمامًا لتلك المعايير، لذلك تمت التوصية بإغلاقه. من الواضح من كلام المشرف أن المتهم الرئيسي في انتشار الفيروس هو الطبيب المصري الذي اكتشف الفيروس لكن وزارة الصحة وجدت أن المتهم هو المختبر فأوصت بإغلاقه. حسب فهمي لهذا التصريح ثمة جريمة ارتكبت تتوجب إحضار المتهم فيها ومحاكمته وكشف الملابسات الخطيرة التي سببت انتشار الفيروس.