إنجاز «سمعية»

"سمعية"، هي الجمعية الوطنية للإعاقة السمعية، التي كان لها بالأمس إنجاز يحق لها أن تفخر به، ويلزمنا ــ نحن المواطنين ــ أن نمتدحه وندعمه كل بحسبه.

احتفلت الجمعية بإصدار أول قاموس موحد للغة الإشارة يحتوي على أكثر من ألفي كلمة. أنجز القاموس وطبع وأعد للاستخدام خلال سنة من صدور الموافقة السامية.

قد يستغرب البعض عدم وجود معان موحدة لكل كلمة لدى المصابين بالإعاقة السمعية، لكنها حقيقة. سيؤدي هذا الإنجاز إلى زيادة عدد الكلمات التي يستخدمها المتأثرون بهذه الإعاقة، ويسهم في تسريع عملية التعليم والتأهيل لهم. أتوقع أن يسمح كذلك بحركة المصابين بالإعاقة السمعية بين مدارس المملكة بيسر ما دامت تتكلم كلها اللغة نفسها.

وعد رئيس مجلس إدارة الجمعية بأن تصدر الجمعية قاموساً يضم أكثر من عشرة آلاف كلمة خلال مدة لا تتجاوز العام، وأتوقع أن تفعل قياساً على إنجازها الأول.

تجاوزت طموحات المجلس هذا القاموس. رسم مجلس الإدارة خطة تهدف للتوعية بهذه الإعاقة والكشف المبكر للمصابين بها، وتأهيل أسر المصابين، ودعم المصابين مادياً وصحياً، وحل الصعوبات التي تواجه الأسر محدودة الدخل.

أسهم في إنجاز الجمعية عدد من الشركات، جاءت في مقدمتها شركة أرامكو السعودية، وهي السباقة في مجال الخدمة والمساهمات الاجتماعية الفاعلة. كما تحمس عدد من رجال الأعمال الذين دعموا الجمعية خلال الحفل بما يقارب سبعة ملايين ريال، إضافة إلى منحها عقارات في الرياض ومكة المكرمة.

نجاح الجمعية في الإنجاز كان السبب الرئيس وراء الدعم والحماس الذي لم نكن نشاهده في احتفالات جمعيات أخرى. ليس من الضروري أن تقيم الجمعيات حفلات فاخرة وولائم عامرة، لتحقق القبول، وهذا ما حدث مع "سمعية".

الحفل كان جميلاً، أحياه أطفال نشروا جماله في مركز الملك فهد الثقافي، وتفاعل معهم الجمهور بشكل رائع. أسهم حضور الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز وتفاعله مع المكرمين من المعوقين سمعياً وابتسامته، ومحاولاته استخدام لغة الإشارة معهم في جمال الحفل، الذي كانت خاتمته وفاء أبداه الجميع لهذه الجمعية ومنسوبيها.

تخطط الجمعية لإنشاء جامعة للصم، وهو التحدي القادم الذي أتمنى أن يرى النور عاجلاً، قلت لكم إن لطموح الجمعية سقفا عاليا.

نقلاً عن "الاقتصادية"