مالا تعرفه عن الأطباء

كتبت قبل أيام مقالا بعنوان "لماذا لا نحب الأطباء؟" حاولت فيه الإجابة على هذا السؤال العويص (من خلال وجهة نظر المرضى) وفي المقابل البحث عن أبرز مايغضب الأطباء في المرضى والمراجعين (أو على الأقل يتمنون منهم فهمه وتقديره) !!


... فمعظم الناس مثلا يعتقدون أن الأطباء متعجرفين، ومستعجلين، ونزقين، ولا يتحدثون معهم بالقدر الكافي.. وفي المقابل يعتقد الأطباء أن معظم المراجعين لا يتفهمون مبدأ الأولوية ولا ينتظرون اكتمال الكشوفات ولا يدركون أن لبقية المرضى حقوق مثلهم...


... وما يبدو لي أن أهم مشكلة تعكر صفو العلاقة بين الطرفين هي عدم تفهم معظم المرضى لطبيعة عمل الطبيب وحقيقة تقيده ببروتوكولات وإجراءات طبية محسوبة ومرتبة خلف بعضها البعض...


... وكمحاولة للتقريب بين الطرفين (وصدقوني ليس أفضل من كاتب يعيش بين المطرقة والسندان) أقول للمرضى التالي:


- من الطبيعي أن يتأخر عليكم الطبيب بسبب مبدأ الأولويات أو مواعيد الجولات أو وجود حالات طارئة..


- ومن الطبيعي أن يبدو حائرا أو لا يعطيك رأيا قاطعا كونه ينتظر التحاليل أو رد الاستشاريين عليه...


- ومن الطبيعي أن يبدو مستعجلا وقليل الكلام لأنه مسؤول عن تغطية عدد كبير من المرضى...


- ويجب أن تعذره إن بدا مرهقا (أو ضيق الخلق) فهو يعمل حسب ورديات طويلة قد تمتد ل24 ساعة...


- وحتى ما يظهر كأخطاء طبية يعود في معظمه إلى وجود مدارس وأراء وخيارات مختلفة (لا تضمن كلها نسبة نجاح عالية أو مضمونة) ولكن الطبيب الذي يراك يجتهد لاختيار ما يراه مناسبا لحالتك (وهو ماقد لا يراه مناسبا طبيبا آخر لم تصادفه خلال زيارتك)!


... هذا ما أردت منك معرفته عن الأطباء..


أما الأطباء أنفسهم فأقول لهم على لسان المرضى مايلي:


- نحتاج الى المزيد من الشرح والإيضاح (فنحن لا نهتم بالعلاج بقدر الفهم والاطمئنان)!


- وتذكروا دائما أننا أيضا نملك وظائف مهمة وأعمالا معطلة فنرجو أن يكون لانتظارنا سبب معقول!


- ولأننا نجهل بروتوكولات العمل والعلاج والتنويم والخروج (رجاء) كونوا معنا أكثر حلما واحتراما!


- ومن الطبيعي أن نستعجل ونقلق على أحبائنا وفلذات أكبادنا ونعتقد أن لهم الأولوية على بقية الناس!


- وكمواطنين، من حقنا التذمر من نقص الأسِّرة والممرضات والأطباء أنفسهم (ولأننا لا نستطيع طرق باب الوزير لا نجد غير رؤوسكم نطرقها) ..


- وختاما عزيزي؛ أنا لا أعرفك عن قرب وملاحظاتي حولك إما أن تكون صحيحة، أو أنك تصرفت معي بطريقة أوحت لي بأنها صحيحة.. وفي الحالتين هذه ليست مشكلتي...!!


نقلاً عن جريدة "الرياض"