قاتلكم الله .. عن أي إسلام تتحدثون؟!

مشهد مروع، أن يصل الإرهاب إلى المستشفيات! تخيلوا أن الإرهاب لم يعد يهاجم الكوماندوز، أو الثكنات العسكرية، أو يريد أن يخرج المشركين من جزيرة العرب كما يزعمون! لا ... بل ذهب أبعد من ذلك ليصل إلى مناطق الحياد في أي نزاع وأي حرب. حتى في أعتى الحروب لا تمس المستشفيات والمدارس وأماكن خدمة الناس. الذي جرى في اليمن حدث جلل ومصاب كبير، وهو مفصل في تحولات الاستهداف الإرهابية، كلنا نتابع منذ أكثر من عقد وبالتفاصيل موضوع الإرهاب، وكاتب هذه السطور ناقش هذه الموضوعات منذ زمنٍ بعيد، وأرى أن هذا تحول مفصلي في تاريخ الإرهاب بالعالم.

كل يوم يكشف هؤلاء عن سوأة تلو الأخرى، وقد اعتدنا منهم السوءات، لكن ما يدمينا هو زعمهم بأنهم يمثلون بهذه الوحشية الدين، وينتصرون بهذا الدمار لله!
قتل الأطباء والمرضى، والممرضات، والأطفال، متابعتهم واقتناصهم كالبهائم، وإلقاء القنابل عليهم، وكأنهم ليسوا بشرا!
قد برر لكم قوم جهالتكم بفتوى التترس، لكن أرباب شهوة القتل لا يقفون عند حد، ولا يشبعون إلا بإزهاق الأرواح، وسفك الدماء.
عن أي دين تتحدثون أيها الوحشيون، والدين منكم براء.
عن أي ملة تعبرون، فسلوككم سلوك من لا ملة ولا نحلة، ولا دمية ولا إنسانية له.

والله إن الوحوش الضواري، والبهائم، لتشمئز من سلوككم المشين، الذي يكفيه ما هو غارق فيه من وحل الوحشية، لكن زعمكم أنه نصر لله، يزيده بشاعة، ويزيدكم حقارة وخسة.
نعم قتل المرضى، والممرضين والأطباء، وكل من يمر عليهم بدم بارد، والمشاهد التي عرضها التلفزيون واضحة وتثبت أن الجريمة كانت مخططة، وأنها أكبر من استهدافٍ سياسي أو عسكري، بل هو نمط سلوك وجودي تمارسه خلايا العنف في اليمن وغيرها من المناطق المجاورة. لا يكفي أن تهاجم الطيارات من دون طيار من تظن أنهم قاعدة، بل يجب أن يكون هناك تنظيم دولي حاشد لوقف ودحض أي خلية إرهابية في المنطقة، لحماية المدارس والمستشفيات... لحماية الإنسان، ممن فقدوا إنسانيتهم!

نقلاً عن صحيفة " عكاظ"