العشوائيات في الرياض

ليست جدة فقط من بها أحياء عشوائية بل الرياض والدمام والخبر والمدينة المنورة ومكة وغيرها. وبحكم معرفتي بالرياض فالأحياء العشوائية بها تعتبر موجودة ولا تتركز بوسط الرياض فقط، بل ببعض الجهات غرباً أو شرقاً أو حتى جنوباً، والأساس هو وسط الرياض، العشوائيات سميت بهذه المسميات رغم أهميتها التاريخية "كمثال منفوحة والعود والمرقب والشميسي وغيرها" لأنها كانت هي أساس مدينة الرياض ومنطقة "الصفاة" وشارع السويلم والظهيرة وغيرها، وبعد توسع التنمية وكبر المدينة والإنفاق وانتشار المدينة بكل الأطراف مساحة أصبحت هذه مناطق مهملة منسية، بقي ما بقي وبني ما بني منها، حتى ملاكها قد يكون بعضهم توفي أو مشكلة ورثة في العقار أو بمناطق صعبة الدخول والخروج منها فماذا حدث لها؟ أصبحت ملجأ وملاذاً للمخالفين، وقد يسكن مجاناً باعتبار انها مهملة، وتكاثر للمخالفين وانتشار بينهم، واصبحت مزدحمة وتخصص بجنسيات معينة كل منطقة أوحي لجنسية معينة، واصبحت بؤر "مخالفات" بشتى الأنواع، وملاذاً للهاربين والمخدرات والمسكرات وكل ما يخطر ببالك من مخالفات.

العشوائيات هي خطر لا شك به، وإهمالها خطر أكبر فلا أمن يسيطر بكفاية وبذلك تصبح مناطق آمنة لكل مخالف حين يدخلها، بل تصل لمرحلة أن المواطن ابن البلد وحتى رجل الأمن لا يستطيع الدخول لهذه المناطق، وتصبح ممارسة الجريمة أسهل، وملاذا للهاربين والسرقات، وأحياء غير منظمة ولا تخضع بكفاية لسلطة الجهات الحكومية بكل أنواعها وليس الأمن، عندها سنجد أننا امام مشكلة كبيرة، وهي النمو المستمر لها سكانياً، وتنتشر العدوى لأحياء أخرى وجنسيات أخرى، وهكذا بكل مناطق المملكة، هنا يجب التوقف أمنياً أولاً وأمن اجتماعي واقتصادي وأخلاقي، والتركيبة السكانية التي تلزم إعادة النظر بها، حتى لا نصبح أمام مشكلة مستعصية الحل ولا أريد القول مستحيلة، فهذه الأحياء تربي أجيالا وأجيالا يعيشون بها وهم مخالفون، ولا تتفاجأ حين تجد من ولد وعاش هنا ووصل سن العشرينات وأكثر وهو مخالف لا يملك أي أوراق رسمية للإقامة. وهذا مهم التوقف عنده لأنه أمن وطن بكل معنى الكلمة وبكل تفاصيلها.

يجب أن يشكل "مجلس وزاري مصغر" متخصص بهذا الجانب، ويفتح الملف للحل، ولا يترك بدون "إزاله" لهذا الورم في جسد الوطن، فسندفع ثمنه عاجلاً أو آجلا إن ترك، وهنا يجب تشكيل جهاز أمني، دور وزارة الداخلية كبير هنا مع وزارة البلديات والإسكان التجارة والكهرباء وكل من له علاقة مباشرة بهذا، يجب الحل من الجذور وليس الحل المسكّن والمؤجل، وهذه علامة خطر كبيرة.. إما نفتح قصتها وتنتهي، أو نطويها ونتحمل كوارثها مستقبلاً.

نقلاً عن صحيفة " الرياض"