البدائل قبل المنع يا وزارة العمل
بهذه الحملة وما يتوقع منها يجب أن نحسب الأثر السلبي لها، أي أن هناك عمالة أجنبية تساهم بحل كثير من المشاكل وغالبها للاسف غير نظامي، وهو كمثال «السائقين وعمالة البناء والتشييد» والجميع يعرف أن أسعارهم الآن اصبحت مضاعفة إن لم تكن مرة فهي مرتان، وهذا يعكس حالة «خلل» مهم جداً علاجه فما البديل لهم؟ في وقت لم تقم وزارة العمل بتوفير شركات نقل وطرح مناقصة لذلك لخدمة كثير ممن ليس لهم سائقون، أو من لديهم مشاريع بناء وتشييد على النطاق الصغير والمتوسط، وهذا يكرس أهمية أن حل مشكلة سيولد مشكلة أخرى فلا يجب أن تمنع بدون أن تعرف الأثر السلبي وإيجاد الحلول له، وهذا ما يجب أن يكون. على وزراة العمل وكل جهة ذات علاقة أن توفر ما يقابل فترة التصحيح والفجوة التي ستحدث، وهذا للأسف لن يتم بيوم وليلة بل يحتاج وقتا كتنظيم له وتجهيز وغيره من التفصيلات.
أعتقد أن هناك مشكلة ستحدث ونحن نعيشها على أي حال الآن وهي تضخم تكلفة العمالة ولكن بنفس الوقت لا نريد وقف التصحيح الذي «يقتل ويضر بلادنا ويستنزفها» وهذا مهم فهي مساران صعبان جداً ولكن ممكن حلها بالتخطيط والعمل والتجهيز وهذا هو المفترض لكي نوجد التوازن ولا تتضرر كثير من شرائح المجتمع ولكن الواقع يقول انه سيحدث ولا أعرف إلى أين سيقودنا ذلك فهل حسبت وزارة العمل الأثر السلبي لما سيكون له من خروج هذه العمالة، أتمنى أن يكون هناك معالجة للآثار السلبية وهي متوقعة على أي حال، ولكن لا يجب أن نصل لحد الأزمة والاستغلال لمن سيستفيد من خروج هذه العمالة برفع الأسعار لحدود قد لا تُقبل أو يمكن تحملها.
نقلاً عن صحيفة " الرياض"