المؤامرة على ذكورة شبابنا

سمعتُ أحد الدعاة يقول: إنه قرأ دراسة في الصين مكتوبة باللغة الانجليزية ومترجمة إلى العربية أن الغرب يدس في لحمة الهامبورجر مادة تؤدي إلى قتل جينات الذكورة عند الرجال والنساء لزيادة عدد النساء ويقول شوفوا كيف وصل التخطيط عن الغرب)

هل هذا الداعية غير مقتنع بما يقول وما كلامه هذا سوى تسويق لمصالحه أم ان الرجل مقتنع بما يقول. كلا النظرتين مشكلة مقعدة. اختلطت الأمور. من أصعب الوظائف فصل الخرافة عن المصالح. في العصور الوسطى الأوروبية كان القساوسة يؤمنون بالخرافات التي يطلقونها ويدعون تكذيبها في نفس الوقت.

كانوا يطاردون السحرة بكل ضراوة . كلما ازدادت مطاردتهم للسحرة زاد عدد السحرة وتفشى السحر أكثر. قد يبدو في الأمر تناقض ولكنه في غاية الاتساق. لا يكتفون بإلقاء القبض على الساحر بل يقدمون البراهين على أن عملية السحر قد تمت. أن فلانة حدث لها كذا أو كذا. رسالة تأثير السحر وحقيقة وجوده أهم من إلقاء القبض على الساحر. بعد القبض على الساحر يشرحون للعامة تأثيره على الإنسان وأضراره والطرق التي يجب ان ينتهجها المرء للوقاية منه وهكذا. فعملية القاء القبض على السحرة وعقابهم بالحرق امام العامة والطقوس الرهيبة المصاحبة هدفها إدخال الرعب في قلوب الناس لا القضاء على السحر.

المقصود هو الترويج لفعالية السحر أكثر من محاربته. وقد لخص هذه الحقيقة المفكر الفرنسي فولتير بقوله: (لقد انتهى السحر من حياتنا عندما توقفنا عن مطاردة السحرة).

الخرافة لا يمكن أن تكون إلا حزمة متكاملة. يمكن القول إن كلام هذا الداعية السعودي عن الهامبورجر المحطم للذكورة هو استكمال لمنظومة الخرافات التي يعاني منها المجتمع. خرافة هذا الرجل تأتي في سياقها. سمعة لحم الهامبروجر سيئة من حيث قيمتها الغذائية ومصدرها أمريكا (الغرب).. الخ. هذا الداعية يضرب في المكان الصحيح. لا يختلف أسلوبه ومنهجه عن اسلوب ومنهج القساوسة في ترويج خرافات السحر. فإذا كان القساوسة يعتمدون على عدو اختلقوه هو الساحر فهذا الداعية يقيم دعواه على عدو اختلقه الدعاة هو الغرب.

الساحر في مخيال العامة إنسان شرير وكذلك الغرب. البند الأول عند إرهاب الناس وتكوين الأتباع لابد من توفير عدو مشيطن يمتلك قوة خارقة. طور رجال الدين العدو (الساحر) وكرسوا مفهومه في وعي الناس ثم جعلوه يمتلك قوى رهيبة ثم وضعوا انفسهم القوى المدافعة عن الناس ضد هذه القوة الشريرة، وهذا ما يفعله اليوم كثير من الدعاة مع القوى الخارقة المشيطنة الحديثة. الماسونية الصهيونية فرسان الهيكل والغرب. فهذه القوى لا تلعب في الميدان السياسي فقط. تتآمر على النساء وعلى الشباب وفي مجال الأطعمة وفي مجال الرياضية والترفيه وإلى ما لانهاية. فهي تعين الرؤساء وتصنع المثقفين وتحرف الشباب وتغوي النساء وتسمم الأطعمة.. الخ.

قارن الآن بين قدرة الساحر وقدرة الغرب او الماسونية أو الصهيونية الخ، لتعرف الحقيقة إذا كنت في حاجتها..