قبل أن نقتل «ساهر»!

 بطبيعة الحال "الرادار" ليس صديقاً جيداً للجميع، ذلك أنه جزء من النظام، والنظام يكون مزعجاً للكثيرين من الذين يودون لو أن الحياة كلها قامت على الفوضى. "ساهر" قد تختلف مع بعض أنظمته وبخاصةٍ "تدبيل المخالفات"، لكن ليس سراً أن الحوادث قلّت بشكلٍ كبير، وهذه من إيجابيات هذا النظام.

من لا يريد أن يصطاده الرادار عليه أن يلتزم بالسرعة المحددة، كما نلتزم بها حينما نذهب إلى لندن أو باريس أو حتى دبي. في شارع جميرا مثلاً السرعة القصوى 70 كم/الساعة، والجميع ملتزمون بذلك من السعوديين وغيرهم، صحيح أنك قد تلتقطك الكاميرا مرة، لكن هذا يؤدبك ثانية، فلماذا نكره النظام ببلدنا ونلتزم به حينما نسافر؟!

هذه مسألة تحتاج إلى توقف وتأمل، النظام ليس عدواً لأحد، بل هو صديق لك، وهو يحقق مصلحتك بمعنى أو بآخر.

ولا تسأل عن معاناة الموظّفين في سيارات الرادار، والذين يعانون الأمرّين من المشاغبين الذين لا يحترمون هذا النظام ولا يلقون له بالاً، بل يعادونه، كما سمعنا عن إحراق، أو عن صدم للسيارات التي بداخلها الرادار!

قبل أيام وصلتني رسالة مؤلمة من موظف في هذا المجال جاء فيها: "تابعت العديد من الحلقات، التي تعرض على قنوات التلفاز بخصوص مشروع ساهر لرصد المخالفات المرورية. لكن لم أجد من إحدى الحلقات دفاعاً عن الموظف البسيط الذي يسكن داخل السيارة لمدة 8 ساعات والتي يتعرض فيها لأرذل الشتائم والرمي بالأحجار والمعلبات والطلقات النارية"!

ويضيف بمرارة: "أنا أحد موظفي ساهر حصلت على الوظيفة بعد جهد جهيد وزمن من البطالة، متزوج ولدي أطفال، أقسم بالله أنني أذهب إلى العمل يوميا وقبل مغادرة المنزل أودع زوجتي وأطفالي وداع المجاهد الذي قد يذهب ولن يعود. حدثت اعتداءات متكررة وبشكلٍ يومي من كافة فئات الشعب والأغرب من ذلك وقد لاتصدق ما أقول: إن بعض الاعتداءات من رجال الأمن".

كل المعترضين على ساهر، يتذرعون بأنه يقتص أموالاً من جيوبهم، ولو قلت لهم: لمَ تسرعون؟ لقالوا: تعودنا!.. لم لا نتعود على أن نلتزم بأنظمة السير!

بآخر السطر، من يشكو من مظلمةٍ على ساهر فأمامه ديوان المظالم، وقبل ذلك لديهم قسم الشكاوى، أما التدمير والضرب والإحراق لا سيما للموظف البسيط داخل السيارة، فهذه ليست من شيم الإنسان فضلاً عن أن يكون ولاؤه لهذه الأرض.